لقد شاهدت في الايام السابقة عندما نحضر إلى دفن الميت البعض من الأشخاص وليس الجميع يضحكون يقهقهون بصوت عال يتجاذبون الحديث عن مشاغل الحياة والأعمال وحتى ذكر الاشياء الغير لائقة في تلك اللحظات متناسين سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتي ثبت عنه أنه إذا تبع جنازة أكثر الصمت ورؤى عليه الكآبة وأكثر حديث النفس. وقال قتادة : بلغنا أن أبا الدرداء نظر إلى رجل يضحك في جنازة فقال له : أما كان فيما رأيت من هول الموت ما يشغلك عن الضحك ؟!
فأحببت إخواني بأن أضع هذا الموضوع بين أيديكم للتذكير والنقاش الهادف
فارجوا ان تتفاعلوا مع الموضوع

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طاب يومكم بكل خير ومساؤكم طيب
اشكر الاخ اليماني على اثارته لهذا الموضوع او بالاحرى لهذه الظاهرة -الضحك في المقبرة-التي لاترضي عاقلا فضلا عن مؤمن تقي يخشى الله ويعلم مصيره ان هذا الذي اتى الى المقبرة وحضر الجنازة واشتغل بامور الدنيا ومشاغلها ووصل به الامر الى حد الضحك وربما القهقهة قد اعطى لنا صورة دقيقة عن حقيقة نظرته الى الاخرة فلو تعلق قلبه بها لخشع عند الموت مصداقا لقوا الصادق المصدوق في الحديث الصحيح : زوروا المقابر فانها تذكركم بالاخرة وقال في حديث اخر : لو علمتم ما علمت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا.ان هذا الذي دفناه بالامس كان يعيش بيننا يأمل كما نأمل ولكنه اليوم رحل عنا رحل بلا رجعة ترك لنا العبرة وكفى بالموت واعظا يروى في الاثر :ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه مر على مجلس فراى رجلا يضحك ويقهقه فتوقف عنده وقال له لما تضحك وتقهقه آطلعت على مقعدك من الجنة ام اتخذت عند الله عهدا ان يدخلك الجنة .هذا في مكان غير المقبرة فما بالكم بالمقبرة وفي مقام خشوع وتذكرة وعبرة ولكن صدق الله العظيم اذ قال : ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد نصيحتي الى هؤلاء القوم الذين يتصرفون تصرفات تنم عن عدم تذكرهم للاخرة وتعلقهم بالدنيا ان يتقوا الله وليعلموا انهم سيكونون غدا في تلك المقابر ويحتاجون الى دعوة من مؤمن خاشع منيب الى الله كي ينالوا رحمة الرحمان جعلني الله واياكم من الذين يعتبرون
تقبلوا مروري ودتم بالف خير ان اصبت فمن الله وحده واخطات فمن نفسي والشيطان