سألت يوما فتاة عن عدم ارتدائها للحجاب قالت انا لست مقتنعة به فقلت لها : وهل تؤمنين به ؟ قالت: نعم .
انها وقعت في مفارقة عجيبة تؤمن بالشيء ولا تقتنع به كنت على يقين جازم بأنها لا تعرف الفرق بين الاقتناع بالشيء والايمان به جاريتها في رأيها وطلبت مناظرتها لان القناعةأو بالاحرى الاقتناع لا نصل اليه الابالحجة والحجة تقارع بنظيرتها ركزت في كلامها وفي دفاعها عن رأيها على الواقع وما يشهده من فساد اخلاقي لبعض المتحجبات-هداهن الله - و صلاح بعض المتبرجات-هداهن الله- كنت أصدق ماتقول ليس مجاراة ولا مداراة لها ولكن لان ذلك واقع اليم نعيشه ونراه بأم اعيننا ومن باب الانصاف واحقاق الحق يجب علينا ان نقف على الحقائق ونواجهها ولا نغطي الشمس بالغربال ونركب جواد الوهم على ارض الحقيقةلانه من يعترض عن الواقع فقد انكر الحقيقة -ويا لها من حقيقة- ولما اكملت سردها لحججها وادلتها سألتها الايوجد امراة متحجبة ومستقيمة في هذا الواقع الذي نعيشه؟ قالت : بلى يوجد. قلت لها فمالذي ميز هذه الفتاة عن غيرها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خيم الصمت وساد السكوت كنت اعلم انها تعرف الاجابة وان الامر في حقيقته ليس له علاقة بالحجاب كحجاب ولكن يتعلق اصلا بمن ترتديه كحديثنا عن الاسلام والمسلم فلو ان مسلما قصر في تأدية ما ألزمه الاسلام من فرائض وواجبات هل ذلك سينقص من كمال هذا الدين القويم شيئا؟
قلت لها سأبين لك اين يكمن الخطا في فكرك وفكر من يرى برأيك -
ان الله عز وجل كرمنا بنعمة العقل-واكرم بها من نعمة-و العقل الراجح لا يقبل الافكار الا مقترنة بالحجة والبرهان ليصل به الامر الى التصديق و الذي يقود حتما الى الاقتناع فالبرهان دليل على التصديق كما قال الحق تبارك وتعالى: ....قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين .غير ان هذه الحجج تبقى قابلة للنقد والمقارعة بماهو اقوى منها حجة وبيانا قد يتراجع العاقل على افكار كثيرة يحملها ويغيرها بافكار اخرى اصلح منها واقوى حجة وبرهانا اما الايمان بالشيء فيخضع لتصديق القلب ويكون فيه الدليل نقلا وليس عقلا لايقبل الخطا تماما لانه من عند الحق تبارك وتعالى او عن طريق رسوله صلى الله عليه وسلم لذلك من ياخذ بعقله ما يجب ان يؤخذ بالقلب لن يصيب الحق ابدا لانه لن يتوصل بعقله القاصر وفهمه المحدود الى الحكمة من ذلك التشريع لان الدين يفوق العقل بالحكمة فكما ان الله عز وجل جعل للبصر منتهى وللسمع منتهى فقد جعل الله للعقل كذلك منتهى حينها نؤمن بان العجز عن الادراك هو ايضا ادراك صحيح لذلك قال: علي ابن ابي طالب -رضي الله عنه- :لوكان الدين يؤخذ بالرأي لكان مسحا لخف من اسفل. لان موضع النجاسة -اكرمكم الله -من اسفل ولكن لما كان الامرنقلا عن رسول الله الصادق المصدوق وجب الايمان به كما اتى دون الخوض في اسبابه بالعقل حتى وان لم يوفقنا الله عز وجل للتعرف على الحكمة من ذلك التشريع الحكيم وذاك هوالامتثال والطاعة لله ورسوله . فالحجاب فريضة من الحق تبارك وتعالى وقد بين فيها بعض الحكمة حيث قال في محكم تنزيله:(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيما. فيجب ان نستعمل العقل الذي رزقنا به الله في مجالاته وما اكثرها ونستعمل القلب في المسلمات التي اتى بها الشرع القويم كيف لا والله عز وجل هو احكم الحاكمين فمن منا لايؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والقضاء والقدر خيره وشره وكل هذه الاركان لو اخضعناها للعقل لضللنا ضلالا مبينا وربما خرجنا من دائرة الاسلام نهائيا -والعياذ بالله -نسال الله العافية والله المستعان فالامتثال والطاعة هما سلاح المؤمن لان المرجعية التى تنهل منها شريعتنا معصومة من الخطا ولا ياتيها الباطل من خلفها ولامن بين ايديها لانها من لدن عليم حكيم خبير فهي صراط الله المستقيم فالله اسال ان يهدينا صراطا مستقيما صراط الذين انعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
ان اصبت فمن الله وحده وان اخطات فمن نفسي والشيطان تقبلوا مشاركتي المتواضعة ومعذرة على الاطالة والاطناب

ليس الإقتناع هو الإيمان
فالإقتناع يكون في الأمور التي خير فيها الإنسان
والإيمان في التسليم الكامل لما أمرنا الله به
وديننا الحنيف أمرنا بالإيمان لان الله سبحانه عز وجل رأى في اوامره صلاحا لنا حتى وإن خفيت الأسباب
فالحجاب مثلا أمرت به المرأة لأنه ستر لها ولم نعرف الأسباب العلمية لحد الآن لكن يجب الأتباع الكامل لأوامر الله