مقارنة بين سادس وعاشر أقوى جيشين في العالم.. التركي والإسرائيلي
لندن - كمال قبيسي قبل أسبوعين طردت تركيا السفير الإسرائيلي، وفي الأسبوع الماضي
قامت بتفتيش "مهين" لسياح إسرائيليين في المطار، وجمدت التعاون التجاري
والأمني مع تل أبيب، وهددت بإرسال سفن حربية لترافق قوافل المساعدات إلى
غزة، كما هددت بالتنقيب عن الغاز مع شمال قبرص وإرسال سفن بحرية إلى شرق
المتوسط في الوقت الذي قامت فيه بالأخطر.
والأخطر هو ما كشفته صحيفة "ستار غازيت" التركية الأسبوع الماضي من أن سلاح
الجو التركي قام عبر مؤسسة "أسلسان" للتصنيع الإلكتروني الحربي بتغيير
منظومة إلكترونية كانت مثبتة أصلا في طائرات "اف 16" التي تملك منها تركيا
أكثر من 250 طائرة وتعتبر إسرائيل دولة صديقة.
وبالتغيير تم استبدال المنظومة التي يختصرونها باسم IFF بأخرى أصبحت تصنف
الطائرات الإسرائيلية أوتوماتيكيا كمعادية، الى درجة أنها حين تظهر على
شاشة الرادار أمام الطيار لمسافة معينة "فعليه أن يقاتلها من دون أن يتلقى
أمرا بذلك" وفق ما ذكرته الصحيفة.
لذلك بدأت الحرب التي استمرت باردة طوال العامين الماضيين بين أنقرة وتل
أبيب تتغير إلى فاترة وسط موانع كثيرة تمنع نشوب نزاع مسلح شامل، لكن معارك
متقطعة في البحر والجو واردة إذا احتدمت الأمور بين الدولتين اللتين
تبعدان عن بعضهما مسافة تقطعها طائرة "أف16" في عشر دقائق كمعدل.
القرش التركي وسمكة السردين الإسرائيليةمقاتلات تركية
لا قوات برية، من ملالات وشاحنات وناقلات جند ودبابات ومدفعية وفرق مشاة
وصواريخ قصيرة المدى وسواها، تنفع في حرب بين بلدين لا حدود بينهما سوى
الماء، لذلك فمن يملك قوة بحرية تدعمها ثانية جوية أكبر من الآخر سيهزم
خصمه بالتأكيد، ولكن بالنقاط على مراحل، لا على السريع بضربة قاضية.
هذه أهم نقطة مما طالعته "العربية.نت" عن الجيشين التركي والإسرائيلي،
ومعظمه من مصادر متخصصة بالتسلح واللوجستيات، كتقارير World FactBook
الصادرة سنويا عن المخابرات الأمريكية (سي.آي.إيه) وشبيهتها الصادرة عن
"غلوبال فاير باور" المعروفة باسم GFP اختصارا، ومعظمها يوحي بأن قتالا فوق
مياه المتوسط بين إسرائيل وتركيا سينتهي بأحد إعلانين: لا غالب ولا مغلوب،
أو بهزيمة الاثنين معا.
ومن حسن حظ إسرائيل، وهي عاشر قوة عسكرية بالعالم، أنها ليست عند حدود
تركيا المعروفة بأنها بلاد سادس أقوى جيش بالعدد والعتاد على مستوى العالم،
وهو أيضا ثاني أكبر قوة بعد الولايات المتحدة بحلف "الناتو" الذي تمر على
انضمام أنقرة إليه 60 سنة بعد 6 أشهر، لأن الجيش التركي قوة برية ضاربة
ويأتي بعد الأمريكي والروسي والصيني والهندي والبريطاني.
كما من سوء حظ إسرائيل أن المسافة التي تفصلها عن تركيا قصيرة، وتضعها ضمن
جغرافيا تتحكم فيها القوة البحرية التركية الى حد كبير، فلا مجال للمقارنة
بين القرش التركي الفتاك وسمكة السردين الإسرائيلية الصغيرة، لأن تركيا
وفقا لأرقام "غلوبال فاير باور" هي صاحبة القوة البحرية الأكبر بين جميع
دول البحر الأبيض المتوسط، باستثناء فرنسا.
أما السلاح الجوي فهو لصالح إسرائيل بعدد ونوعية الطائرات وخبرة الطيارين
وتدريباتهم وما يملكون من وسائل تتيح السيطرة أكثر على أجواء ساحة حرب
بحرية يصف الخبراء القتال فيها بأنه شبيه بالقتال في الصحراء، فمن الصعب في
النزاع البحري احتلال أي مساحة مائية.