تعتز كل أمة بتاريخها وتحاول ترسيخه في نفوس
الناشئة فهم عدة الوطن , وهم المستقبل الواعد , وما يحدث هذه الأيام على
الساحة سواء في الداخل أو الخارج من أمور لا ترضي الله وهي أمور دخيلة
علينا لم يألفها مجتمعنا وبالتالي فإنها تفرض على العاقل ومحب الخير أن
يفكر فيما يخرجنا من هذه الدوامات التي يحرض عليها أعداء هذا الوطن الغالي ,
وبلادنا الأُم التي قدمت لنا الخير والرخاء والمحبة والاستقرار ورغد العيش
بفضل الله عز وجل ثم بجهود الأبطال الذين قدموا الغالي والنفيس بداية من
عهد المؤسس المغفور له (بإذن الله ) إلى عهد الخير والعطاء عهد خادم
الحرمين الشريفين الملك عبدالله ( حفظه الله ) .
والدارس للتاريخ السعودي يجد فيه المخرج الوحيد المعتمد على الكتاب والسنة
الذي استطاع من خلاله قادة هذا البلد الطيب إخراج المجتمع من العيش مع
الفقر والحاجة والخوف والسلب والنهب والجهل والمرض إلى مجتمع ينعم بما ينعم
به الآن من ملذات لا يتسع المجال لحصرها .
هذا العهد ( السعودي ) الذي حول الجزيرة العربية إلى جزيرة أمن واستقرار
بعدما كانت جزيرة التباعد والغدر بين القبائل وحياة بادية بدائية , وهو
اليوم ينقلنا إلى مصاف الدول المتقدمة , وهذا لم يأتي وليد صدفة , بل كان
ذلك بجهد عظيم وتخطيط سليم حينما عُنيت الدولة بالإنسان السعودي , فعلمته
وثقفته وأرسلت البعثات إلى الخارج في شتى التخصصات وعادت ثماراً ناضجة
وعقولاً يافعة وآتت أكلها فاجتمعت السواعد السعودية واستفادت من الخبرات
الأجنبية وبنت حضارة عصرية , وأصبحت تضاهي من سبقوها في كل مضمار , بل
وتفوقت في بعض المجالات .
إن هذا الوطن العزيز على قلوبنا يجب علينا أن يكون كل يوم نعيش فيه يوماً
وطنياً , وأن تكون قلوبنا وعقولنا مع ألسنتنا ذكراً وفخراً ودفاعاً عنه ,
وأن نحمد الله على هذا الأمن والاستقرار الذي يفتقده كثيرٌ من الأُمم .
كلنا هذا الوطن , وكلنا ذاك الرجل الذي يحمل سيف الحق في وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمننا ووطنا .
|
|