قامت الثورات العربية الأخيرة بفضل الإعلام الجديد الذي كان سندا ودعما
لها حيث التقى الشباب عبر المواقع الاجتماعية خاصة الفايسبوك منها فشكلوا
جماعات تنادي للتغيير، أما الفكرة الأبرز التي نجحت في الجزائر هي "ناس
الخير" التي سمعنا عنها كثيرا و ما أجمل أن يجتمع شبابنا على حب الخير و
فعله فكانت لهم خرجات لم تستطع فعلها منظمات بحالها .
فكرة بسيطة بتأسيس صفحة على الفايسبوك تضم أعضاء يصل اليوم إلى 8970
عضو ،،،، فكرة خرجت إلى الواقع ،،،، بخرجات ميدانية من أعمال خيرية ،حملات
تحسيسية و توعوية جعلت الشارع الجزائري يعرف ناس الخير ، و الزائر هذه
الأيام للمسرح الوطني محي الدين بشطارزي يرى خيم نصبت على مشارفه بساحة عبد
القادر علولة شباب يرتدون اقمصة كتبت عليها ناس الخير لتحسيس المواطنين
بأهمية المسرح و الدعوة لدخوله ، إضافة إلى شاشة كبيرة و أغنية ناس الخير
تدوي المكان .
التقرب إلى هؤلاء لسؤالهم يجعلهم يختارون من ينوب عنهم و يمكنه إقناعك ،
حيث دار معهم حديث مطول مفاده أنهم من المنضمين الأوائل للمجموعة هذه
المجموعة التي كان هدفها الخير لا غير ، مجموعة لا تنتمي إلى أي جهة كل عضو
فيها قائد لا فرق بين المنضم حديثا أو قديما الكل يستمع للجميع ، أي فكرة
تطرح للنقاش على الفايسبوك او السكايب و التي نجحت حسبهم إلى حد كبير في
استقطاب الشباب وقد وصلت في بعض الأحيان إلى مشاركة أكثر من 200 شخص في
حملات نظافة وغيرها كثير من الأمثلة ودليلها الصور المعلقة في الخيمة.
السؤال المطروح هنا كيف انقسم ناس الخير بل أصلا لماذا ينقسمون و ما جمعهم هو الخير فهل حتى في عمل الخير يوجد انقسام ؟؟؟؟؟
المجموعة واحدة و الفكرة واحدة و يستطيع أي واحد منا أن يفهم أن
الفكرة سرقت للشهرة أو خطف الأضواء لكن المشكل الأساسي حسب أعضاء ناس الخير
الذين التقيتهم بالمسرح الوطني هو أن الخلاف كان حول تحويل ناس الخير إلى
جمعية معتمدة وبتحولها إلى جمعية قد تستغلها أطراف سياسية وفي السياسة لا
شيء دون ثمن إضافة إلى أن أهداف من أرادوا تحويلها إلى جمعية تعدت
الإمكانيات المتوفرة و التي في الغالب تكون من جيوب الأعضاء و مساهمة بعض
ناس الخير.
أما الطرف الثاني بل الأصلي في القضية فهم يرون أن المشاكل و الصعوبات
التي تلقوها خلال ممارسة نشاطهم الخيري خاصة بما يتعلق بالتصاريح و
التنقلات و التفتيش على مستوى نقاط الأمن جعلهم يفكرون في تحويل الفكرة و
يجسدونها ميدانيا باعتماد من طرف السلطات بتحويلها إلى جمعية خيرية مما قد
يساعد في حل العديد من المشاكل خاصة في ظل النجاح الذي حققوه فكبرت أهدافهم
و طموحاتهم و هذا من حقهم لأنهم أصحاب الفكرة و المشروع، و لم يبدوا
انزعاجهم من أصحابهم الذين انقسموا عنهم بل قالوا أنهم لشيئ مفرح أن يتواصل
العمل الخيري.
و بين الرأيين و الجماعتين المنقسمتين إلا أن الخير وحده هو من جمعهم و
لو أننا كنا نتمنى أن يبقى الخير جامعهم إلا أن ظروفا فرقتهم بعد أكثر من
خمسة أشهر على العمل معا .
نتمنى أن تعود المياه إلى مجاريها و يعود أعضاء ناس الخير إلى بعضهم البعض
المصدر