هي جريمة قتل بشعة، استلهمت حيثياتها من وقائع فيلم رعب أمريكي دامٍ تحت عنوان ''saw'' يحكي تمرد شخص على أصدقائه الذين قام بتصفيتهم الواحد تلو الآخر وبطريقة مقززة...
أبطالها لم يدرسوا التمثيل أو الإخراج في المعهد الوطني للفنون الدرامية ببرج
الكيفان، بل هم 4 قصّر ولكنهم ممثلون حقيقيون، رغم أن أعمارهم تتراوح بين
16 و18 سنة من بينهم تلميذان في الثانوي، حرفي في الخياطة وآخر في صناعة
الحلويات، قاموا بمهمة الإخراج والتنفيذ في آن واحد، مكان الجريمة احتضنته
إحدى الشقق بعمارة في حي باليلي الكائن ببلدية بوسماعيل في ولاية تيبازة،
الضحية يدعى ''ش. ح'' يبلغ من العمر 39 سنة، وهو عامل بشركة تأمين النقل،
بداية المسلسل الدامي كانت من خلال موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك أين
تعرف كل من ''ع. م'' 18 سنة و''ز. ن'' و''ب. م'' يبلغان 16 سنة، بالإضافة
إلى المدعو ''ر. ح'' 18 سنة، هذا الأخير الذي اعتادوا على زيارته في منزله
منذ أكثر من 6 أشهر، بعد أن توطدت العلاقة فيما بينهم، واستمر الوضع سمن
على عسل إلى غاية الحلقة الأخيرة التي شهدت قيام المتهمين يوم 24 نوفمبر
المنصرم بتنفيذ جريمتهم النكراء في حق صديقهم، حيث استعانوا بقفازات مطاطية
لتجنب ترك بصماتهم في مكان الجريمة ثم دخلوا إلى شقة الضحية، ولكن هذه
المرة بنية القتل والسرقة، حيث بادره أحدهم بضربه على الرأس ثم طرحوه أرضا
رغم مقاومته الشديدة لهم، ليقوموا بعدها بكل برودة بشنق الضحية المدعو ''ش.
ح'' بواسطة كابل لشحن البطاريات، أتبعوه بتغطية رأسه بكيس بلاستيكي ولف
رقبته بشريط لاصق ''شرطيطو'' ، ثم وضعوه على السرير وهو جثة هامدة، ليقوم
أحدهم مرة أخرى بوضع وسادة على رأس الضحية في مشهد دراماتيكي لم ير حتى في
ذات الفيلم الذي ذكرناه سالفا، ليقوم في الأخير المتهم الرئيسي بكل برودة
أعصاب بتوقيع كلمة ''ساو'' إشارة إلى عنوان أحد أفلام الرعب الأمريكية،
معلنا عن نهاية فصول جريمة اقتبست من وحي خيال مخرجي الأفلام، ليقوم بعدها
قصّر بتطبيقها فعليا على أرض الواقع.
مصالح أمن الدائرة ببواسماعيل، تمكنت من فك لغز هذه الجريمة التي راح ضحيتها
إطار بشركة تأمين النقل، المنحدر من ولاية وهران كان يستأجر شقة بمدينة
ببواسماعيل، حيث عثر عليه مشنوقا بواسطة خيط كهربائي، في عملية نفذها
أصدقاؤه القصّر الذين تعرف عليهم عن طريق ''الفايسبوك''.
وهذا على خلفية تلقيها يوم 27 نوفمبر المنصرم، بلاغا من مربية الضحية لأنه
يتيم، مفاده انبعاث روائح كريهة من إحدى الشقق الموجودة بحي الكتيبة
العمارية، وعلى إثر ذلك تنقلت عناصر الأمن إلى عين المكان، حيث تم اقتحام
الشقة بأمر من وكيل الجمهورية في حدود الساعة الـ11 ليلا، أين تم العثور
عليه جثة هامدة ومشنوقا ورأسه مغطى بكيس بلاستيكي، كما تم العثور على بعض
الدماء على الجدران وإمضاء الجاني الذي ترك بصماته وكتب كلمة ''ساو'' على
الأرض بواسطة ''كيتشوب'' وهو عنوان لأحد أفلام الرعب الأمريكية، حيث تم رفع
البصمات من طرف الشرطة العلمية لأمن الدائرة والولاية، وكانت أول خطوة
قامت بها مصالح الأمن الحضري الأول بالتنسيق مع الشرطة القضائية هي ترصد
مكان الجريمة عملا بمبدأ أن الجاني يعود إلى مسرح الجريمة، كما عاينت
اتصالات الضحية وقامت بتوقيف الأشخاص المعنيين بالإتصال، وبعد مرور ثلاثة
أيام لاحظت مصالح الأمن تحركات غريبة لثلاثة أشخاص يحومون حول سيارة الضحية
حيث تم توقيفهم مباشرة، أين عثر بحوزة أحدهم وهو المتهم الرئيسي في القضية
على مفاتيح ووثائق سيارة الضحية، حيث كانوا بصدد محاولة سرقتها، وبعد
اقتيادهم إلى مركز الأمن والتحقيق معهم كشف المتهم الأول المدعو ''ع. م''
البالغ من العمر 18 سنة طالب ثانوي، عن بقية شركائه المنحدرين كلهم من
مدينة الدويرة ويتعلق الأمر بكل من ''ز. ن'' و''ب. م'' يبلغان 16 سنة من
عمرهما وإضافة إلى''ر. ح'' 18 سنة، حيث اعترفوا بالأفعال المنسوبة إليهم،
مصرحين أنهم تعرفوا على ضحيتهم عن طريق ''الفايسبوك'' وكانت نيتهم هي قتله
والإستيلاء على أغراضه وأمواله. وفي هذا الصدد، تمكنت مصالح الأمن من
استرجاع هاتف محمول وهاتفين نقالين، بالإضافة إلى جهاز ''dvd''
وجهاز ألعاب فيديو، وتجدر الإشارة إلى أنه تم أول أمس تقديم 18 شخصا ممن
لهم علاقة مباشرة وغير مباشرة بالقضية إلى وكيل الجمهورية بمحكمة القليعة
وقاضي التحقيق لدى نفس المحكمة، الذي بدوره أمر بإيداع 4 متهمين رئيسيين
منهم قاصرين الحبس المؤقت، فيما استفاد البقية من استدعاءات مباشرة. كما
جرى تكييف القضية على أنها تخطيط للقتل العمدي متبوع بالسرقة الموصوفة مع
سبق الإصرار والترصد.
|
|