بسم الله الرحمن الرحيم
“الفيس بوك” : هو موقع التعارف والعلاقات الاجتماعية ، ويُعتبر أهم مجتمع
اِفتراضي على الاِنترنت ، أُطلِق في الرابع من فبراير 2004 ، والموقع يتبع
نفس شركة ( فيس بوك ) الخاصة ، ويسمحُ هذا الموقع للمستخدمينَ بالانضمام
إلى عدة شبكات فرعية من نفس الموقع؛ تصبُّ في فئةٍ معينة؛ مثل : منطقة
جغرافية معيّنة تساعدك على اكتشاف المزيد من الأشخاص الذين يتواجدون في نفس
فئة الشبكة . هذا الموقع يحوي 64 مليون مشترك من سبتمبر 2006
إلى سبتمبر 2007 والآن في 2011 يحتوي على أكثر من 750 مليون ، وارتفع
ترتيب الموقع من حيث الحركة من الترتيب رقم 60 إلى المركز الثاني حسب موقع
أليكسا ، ويعتبر موقعاً كبيراً أيضاً في تحميل الصور الشخصية؛ حيثُ يتم
تحميل أكثر من 100 مليون صورة يومياً ..
ونظراً لهذا الإقبال المتزايد، والتسجيل الحثيث ، والانضمام الكبير جداً
للشباب والفتيات وتسجيلهم ضمن نطاق هذا المجتمع، أحببتُ كتابة بعض الهمسات،
نصحاً لنفسي ولمن يطّلِعُ عليها من الإخوة والأخوات ..
الهمسةُ الأولى : “الفيس بوك” شبكة عالمية ضخمة ، مثلُها مثل شبكةِ
الانترنتّ عموماً ، حسَنُها حسَن وقبيحُها قبيح ، وبهذا تعلم – يا أخي
الفاضل – أن القولَ المُطلَق بفسادها قولٌ بعيدٌ عن الحقيقة ، والقولُ
المُطلَقُ بصلاحِها قولٌ مُجانبٌ للصواب .. فمن أرادَ الخير وسعى إليهِ
واستغلّ هذهِ التقنية شخصياً أو دعوياً وجدَ لهُ مكاناً وسبيلاً ، ومن
اِبتغى الشرّ وطلَبهُ سيجدُ مكاناً ولا بُدّ .. أسألُ الله لي ولك التوفيقَ
لفعلِ الخير وأعوذُ باللهِ من التيهِ والضلال .
الهمسةُ الثانية : ينبغي معرفة الشروط والتنبيهات التي وُضِعت من قِبل إدارة
هذا الموقع ، والاِنتباه لكلِّ ما فيها ، وترجمة غير العربي منها لمعرفتهِا
والاِطِّلاعِ عليها ، لِيكونَ المُشارِك على بيِّنةٍ وإدراك لِما سيتعاملُ معَه
، ولِكيْ لا يرتكِبَ مخالفةً للقوانين فيُؤدِّي ذلك إلى إغلاقِ حسابه .
الهمسةُ الثالثة : الحديث عن اِستغلال هذا الموقع من قِبلِ المُخابرات ، أو أنهُ
وكرُ الجواسيس المتحرك! أو مركزُ الموسادِ المتحرِّك!
حديثٌ مضحكٌ للأسف ، لا يقومُ على بيِّنة ، ولا يعتمدُ
على بُرهان ، إلا أنهُ يجدرُ بنا التنبيه إلى عدمِ نشرِ الخصوصيات والأسرار
العائلية؛ كي لا يقعَ العضو ضحيةِ لاستغلالِ بعضِ مرضى الهوى وضِعافِ
النفوس ، وأخصُّ بذلك الأخواتِ الكريمات .
الهمسةُ الرابعة : اِنتبه من ما يُسمّى بـ ( إدمان الفيس بوك ) ، فكونُك تستخدم هذهِ الخدمة بكثرة قد يُوصِلكُ إلى نوعٍ
من الإدمان ، وقد ذكرت الأخت م. هناء الرملي في بحثٍ لها بعض الأعراضِ لذلك
الإدمان، منها :
• عدم الشبع من موقع “الفيس بوك” وقضاء أوقات طويلة فيه، من تواصل وتعارف
وألعاب ورسائل ومتابعة مقاطع الفيديو والتشاتينغ والاختبارات الشخصية
وغيرها من مزايا يتيحها “الفيس بوك” للأعضاء.
• عند مغادرتك لموقع “الفيس بوك” يواتيك شعور بالرغبة في الدخول إليه.
• إهمال كلي أو جزئي للحياة الاجتماعية والالتزامات العائلية والوظيفية.
• إهمال الاهتمامات الأخرى والهوايات المحببة التي كانت لك في السابق.
• بعد التعب الشديد من تصفح الإنترنت و“الفيس بوك” تلجأ إلى النوم العميق
لفترة طويلة.
• ظهور آثار اضطرابات نفسية كالارتعاش وتحريك الإصبع بصورة مستمرة.
• القلق والتفكير المفرط في “الفيس بوك” وما يحدث فيه عندما تكون بعيداً عن
الكمبيوتر والإنترنت، وشعور بالحزن والاكتئاب إذا بقيت بعيدا عنه فترة من
الزمن.
• تركيز التفكير حول “الفيس بوك” إلى حد الهوس، والحديث يدور حوله عندما
تكون بعيداً عن الإنترنت مع الأصدقاء ومن تلتقي بهم.
• محاولات متكررة لتقليل عدد الساعات التي تقضيها في “الفيس بوك” وباءت
بالفشل.
• حدوث حالات إدمان متكررة في استخدامات الإنترنت في فترات سابقة وخروج
منها بسلام .
وهذهِ نصائح متفرقة للوقاية من إدمان “الفيس بوك” ، نافعةُ بعدَ
الاِستعانةِ بالله والاِعتمادِ عليه، منها :
• التقيد بوقت محدد لتصفُّح “الفيس بوك” بما لا يزيد عن نصف ساعة يومياً.
• وضع ساعة منبِّه أو مؤقت حتى يتم تنبيهك بمرور الوقت المحدد، وحتى يشعر
الإنسان بما يمضيه من وقت.
• راجع نفسك بشكل يومي حول استخدامك للفيس بوك وقيِّم أداءك والفائدة التي
حصلت عليها.
• لا تجعل من “الفيس بوك” الوسيلة الوحيدة لملء الفراغ واللهو، وطريقة
للهروب من الواقع وضغوط الحياة.
• ممارسة الأنشطة والهوايات المحببة لجعل الحياة أكثر تنوعاً وتناغماً.
• الاِنخراط بالحياة الاجتماعية وتجنُّب العُزلة والوحدة.
• تدريب الذات على مهارات الاسترخاء البدني والذهني، وممارسة التأمل لراحة
الجهاز العصبى وتجديد الطاقة االذهنية والجسدية.
• كسر الروتين والتحرر من النمطية فى الحياة والقيام بأعمال جديدة وتغيير
توقيت استخدام الإنترنت .
• كتابة بطاقات للتذكر تتضمن نصائح عن استخدام “الفيس بوك” للوقاية من
إدمانه والآثار السلبية للاستخدام المفرط له.
• اتباع أسلوب حياة صحي، بمواعيد نوم واستيقاظ منتظمة، ومواعيد لتناول
الوجبات دون إلغاء بعضها.
الهمسةُ الخامسة : قد يحصُلُ في هذا الموقع من أنواع التعارف بينَ
الجنسين ، وتبادُلِ الصورِ المحرِّمةِ وعشقُها ، والوقوعُ في مرضِ
التعلُّقِ القلبي ، والله تعالى يقول : {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا
مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ
اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ
مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ .... } [النور : 30 - 31] .. فينبغي على الشابِّ والفتاة المحافظةِ على
العِفَّةِ والدين ، والبُعدِ عمّا يخدِشُهُما من قريبٍ أو بعيد .
الهمسة السادسة : نشر الإشاعات ، وتتبُّع العوراتِ؛ والتجسُّسِ على
عبادِ اللهِ والاِطِّلاعِ على خصوصياتِهم في هذا العالَمِ الغريب ، أمرٌ
منكرٌ لا يسُوغُ لمؤمنٍ القيامُ به ، قال تعالى : ( ولا تجسّسوا ) ، وقالَ
الصادقُ المصدوق عليهِ الصلاةُ والسلام : ( المُسلِمُ من سلِمَ المُسلمونَ
من لسانهِ ويدِه ) ..
الهمسةُ السابعة :
“الفيس بوك” فرصةٌ للاِتصالِ بالدعاةِ وطلبةِ العلمِ والأدباءِ والإعلامييّن والمُؤثِّرينَ في
المُجتمعِ مباشرةً دون وسائط، وتكثُرُ على صفحاتِه عدداً هائلاً من
المجموعاتِ الدعويةِ والقروبَات الثقافيةِ والإعلاميةِ المُفيدة ، فجديرٌ
بمستخدم الفيس بوك الحرِص على اِستغلالِ ذلكَ والاِستفادةِ منهُ بحُسنِ
الصداقةِ لطُلاّب العلم وجميلِ الإفادة من تدويناتهم ، يَنَل خيراً كثيراً
، ومخزوناً ثقافياً كبيراً .
الهمسةُ الثامنة : يُعتبر موقع “الفيس بوك” من أضخمِ المواقع في نشرِ الصوَر وترويجها ،
حيثُ يتم تحميل أكثر من 41 مليون صورة يومياً ..
فاحذر ثمّ احذر من نشرِ الصورِ السّاقطةِ المحرّمة ، واستبدِل ذلك بنشر
الصوَر الفنية والجمالية المُباحة ، أو نشرِ التغطياتِ الدعويةِ النافعة .
الهمسة التاسعة : يُتيحُ “الفيس بوك” لأعضائهِ إمكانية التدوين وكتابةِ الخواطرِ البسيطة ، فاحرِص على كتابةِ ما
ينفعُ ولا يُسيء ، وتجنّب سيِّءَ الألفاظِ ورديئها ، واجعل من هذهِ الخدمة
وسيلةً لنشرِ الأحاديث الصحيحة ، والنقولاتِ المُفيدة للعلماءِ وطُلاّبِ
العلم ، والتذكير بفضائلِ الأعمالِ والأقوالِ الصالحة ، ونشرِ الملفاتِ
الصوتية والمرئية النافعة ، وبثِّ التفاؤلِ والعزيمة في نفوسِ الأصدقاء
والمتابعين .. وتذكّر : ( ما يلفِظُ من قولٍ إلا لديهِ رقيبٌ عتيد ) ..
الهمسةُ العاشرة : في هذا المُجتَمع الواسع “الفيس بوك” : فرصةٌ ذهبية لطلاّبِ العلم والدعاةِ إلى الله والآمرينَ
بالمعروف والناهينَ عنِ المُنكَر ، حيثُ يحسُنُ ويجدُرُ الدخول إلى هذهِ
الأماكن للدعوةِ والتعليم ونفعِ النّاسِ وتغييرِ المُنكَرات ، وإنشاء
الصفحات والقروبات الدعوية والاِجتماعية المناسبة ، والتي أثبتت جدواها
وفائدتها في أكثرِ من تجربة ..
أسألُ الله لي ولكم صلاحَ النيّة ، وحُسن العاقبة ، وفعل ما يُرضيه ،
واجتنابِ ما يُسخطه ، وأسألهُ الثبات على دينه .. والعزيمةَ على الرُّشد ،
والفوز بالجنة ، والنجاةَ من النار ، إنهُ سميعٌ مجيب .
عبد الرحمن بن محمد السيد – تبوك
Am.daaw@gmail.com