قدمت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون صورة سوداء للوضع في الجزائر،
واعتبرت مضمون مشاريع قوانين الإصلاحات بأنها تعبير عن إرادة السلطة في
الاستمرار في الانغلاق واغتيال التعددية ورفض التغيير. كما اتهمت الحكومة
بالتناقض، وحذرت من مخاطر ذلك على الجزائر، وكذا من تداعيات الوضع في ليبيا
على الجزائر، وهاجمت المجلس الانتقالي فيها.
وأكدت لويزة حنون أن
مشاريع قوانين الانتخابات والأحزاب والإعلام والجمعيات التي كشف مضمونها
قبل أيام تجسد ''الانغلاق السياسي وتصفي التعددية السياسية وتغتال
الديمقراطية، وتعبر عمن رفض للتغيير والإصلاح السياسي الشامل من قبل السلطة
التي بها جيوب تقاوم هذا المسعى للتغيير السلس ''، وقالت حنون في تقرير
سياسي قدمته خلال افتتاح فعليات الجامعة الصيفية للحزب إن ''القوانين هذه
تتضمن إجراءات جائرة وسالبة للحريات السياسية، ويطغى عليها التوجه البوليسي
والرقابي''. واعتبرت أنها تتناقض تماما مع الالتزامات التي أعلنها رئيس
الجمهورية في خطابه في 15 أفريل وفي اجتماع مجلس الوزراء في الثاني ماي
الماضي، كما أنها تتناقض مع مسائل تم الفصل فيها ''لا أفهم كيف يلغى حبس
الصحفيين من قبل الرئيس، فيما الحكومة تقترح قانونا للإعلام يتضمن حبس
الصحفيين''.
وأشارت حنون إلى أنه ''إذا كانت هذه القوانين ستعرض على
البرلمان بشكلها الحالي فهذا يعني أن المشاورات السياسية التي قامت بها
لجنة بن صالح مع القوى السياسية والمدنية، كانت مجرد مناورة بلا معنى''،
وشددت حنون على أن ''المؤسسات الموروثة عن نظام الحزب الواحد لا يمكن أن
تقود إلى الديمقراطية، ولا يمكن أن تؤتمن على الانتقال الديمقراطي. وحذرت
من أن الجزائر بذلك تقفز إلى المجهول. وتساءلت ''إلى أين تتجه وتسير
الجزائر بهذه المنطق السياسي المغلوط''، خاصة وأن الجزائر معرضة لنفس
الأوضاع التي تشهدها ليبيا وسوريا. ودعت حنون الرئيس بوتفليقة الى إصدار
قرارات حاسمة، وتوقعت سلسلة من الإضرابات خلال الدخول الاجتماعي المقبل،
بسبب ''فشل السياسات الاجتماعية والاقتصادية''.
وعلى صعيد آخر شككت
حنون في خلفيات العودة الملحوظة للعمليات الإرهابية والانتحارية إلى منطقتي
تيزي وزو وبومرداس، واعتبرت أن هناك علاقة بين مكون المنطقة الثقافي
وكونها مركز حركة انفصالية، وأشارت في هذا السياق إلى المؤتمر الدولي
للأمازيغية في طنجة المغربية، والذي أعلن فيه الاعتراف بحكومة فرحات مهني
للحكم الذات في منطقة القبائل.
وعلى عكس كثير من الأحزاب السياسية،
أبدت حنون دعمها لموقف الجزائر من الأزمة في ليبيا، ووصفت المجلس الانتقالي
في ليبيا الذي التزم بالاعتراف بإسرائيل بأنه ''الذراع المسلح للناتو''،
وقالت إن الاعتراف به هو شرعنة للانقلاب الدولي والتواجد العسكري الأجنبي.
وقالت ''هناك مخاوف من تمزق ليبيا، بسبب التركيبة الهجينة للمجلس الانتقالي
وسيطرة مجموعات متطرفة مسلحة والوصاية الغربية''، واعتبرت أنه ''من حق
الجزائر التي تملك 900 كيلو متر من الحدود مع ليبيا طرح مخاوفها الأمنية
حول انتشار السلاح في هذا البلد''.
وتدوم الجامعة الصيفية التي يشارك
فيها 600 من كوادر الحزب أربعة أيام، وتتطرق إلى عدد من الملفات كأزمة
النظام الرأسمالي، والإصلاحات السياسية والإصلاحات الاقتصادية في البلاد،
بمشاركة صحفيين وسياسيين وخبراء.
المصدر الخبر
http://www.elkhabar.com/ar/politique/263241.html