المحترف مشرف منتدى الكميوتر والأنترنت
المشاركات : 2661 العمر : 38 العمل/الترفيه : مهندس اعلام آلي/كمال الأجسام المزاج : الحمد الله الإقامة : أولاد سيدي ابراهيم نقاط التميز : 27 نقاط أعجبني : 528 تاريخ التسجيل : 17/05/2008
| موضوع: علامات فارقه بين الثورة المصرية - التونسية والثورة السورية الأربعاء 17 أغسطس 2011, 09:22 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع للنقاش ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر الناقل
علامات فارقه بين الثورة المصرية - التونسية والثورة السورية
عندما يتأمل إنسان متبصر على معرفة جيده بالواقع السياسي كيف تدار وتحبك المخططات في الدول الكبرى ثم ترسل كخرائط طريق لشعوب العالم الثالث, يستطيع أن يفهم أن من أهم أسباب نجاح ثورة مصر وتونس ( إزاحة الرئيسين) هي خيوط سريه نسجت , أمسكت الولايات المتحدة بطرف من إطرافها و المملكة العربية السعودية بأحد الأطراف الأخرى لتلك الخيوط وكانت لقيادة الجيش المصري والتونسي كان لها أن تمسك بطرف آخر .
ففي مجريات الأحداث رفضت قيادات الجيشين أن تأخذ دور الأجهزة الأمنية و تنخرط في قتل المتظاهرين فالجسد العسكري في الدولتين لا تسيطر عليه طائفة معينه أو حزب واحد وإن كان رأس الجسد فاسد فباقي هذا الجسد ينتمي للنسيج الطبيعي للشارعين المصري والتونسي وكانت تلك القيادات تحظى بقبول مبدئي عند الأمريكان وباقي أطراف اللعبه, كيف لا وهم من صنيعة مبارك وبن علي ,وبعد أخذ ضمان الجيش تم التخلي عن مبارك وزين العابدين كعلاج سريع للوضع المفاجئ للأمريكان تحفظ به مصالحها وتطمئن الجاره الغالية إسرائيل أن أمنها سيبقى خط أحمر وهذا ما أكدته قيادة الجيش المصري في أول ظهور لها كخليفة لمبارك بل وحتى ضمن لها استمرار اتفاقيات الغاز المشبوهه.
فبعد تلقي أمريكا الضربة القاسية لسياساتها( لكنها لم تكن الضربه القاصمه) تكون قد استوعبتها بأقل الأضرار فعوضا عن مبارك وبن علي لديها ألف مبارك وألف بن علي في المنطقة , وهي وبمساعدة صديقتها السعودية بحاجه فقط للوقت حتى تستطيع إعادة ترتيب أوراقها المتساقطة, و استمرارية الحراك الشعبي في كل من مصر وتونس تدل على أن الشعوب تعرف ما يدور وراء الكواليس وأن الثورة قد حققت هدفا مهما واحد وهو قطع رأس الجسد الفاسد ولديها أهداف عده لم تتحقق حتى الآن
أما عن الثورة السورية فطبيعة القمع الممارس لم تترك لأحد في سوريا مدني كان أم عسكري لم تترك له فرصه أن يفكر في بديل للقيادة القائمة حتى مجرد التفكير في التغير هو غير موجود في سوريا قبل الثورة , هذا الفراغ يجعل الدول الغربية عاجزة في بحثها عن بديل تثق بقدرته على امتلاك زمام المبادرة وعقد مايشبه صفقات مصر وتونس , في ضمان الولاء لها وضمان أمن إسرائيل , لأنه لا وجود لمؤسسات حقيقية سياسية أو عسكرية في سوريا تستطيع امتلاك زمام المبادرة أو القدرة على إعطاء تلك الضمانات , فالتفريغ الممنهج للمؤسسات من كل الشخصيات القيادية القوية( بغض النظر عن ولائها) أدى إلى هذا الفراغ على طول فترة حكم عائلة الأسد..... وهذا ما يؤخر قرارات إزالة الأسد وعائلته من الصدور في المحافل الدولية .
إن انهيار منظومة الحكم في سوريا سيؤدي إلى تسونامي في الشرق الأوسط فإيران والعراق والأكراد( في العراق وسوريا وحتى تركيا) والمملكة العربية السعودية ولبنان وحزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية والأردن ومصر ناهيك عن إسرائيل كل تلك الدول ستعيد بناء استراتيجيات جديدة لها في المنطقة( والتفصيل هنا يحتاج إلى صفحات)
يكفي أن نعلم .. أن المتظاهر في سوريا عندما يخرج ليتظاهر ضد النظام فهو يخرج ضد تلك المنظومة المعقدة من العلاقات التي تكونت عبر خمسة عقود على الأقل من عمر المنطقة وعشرات الحروب والمعارك , وأن هذا المتظاهر لن يسقط فقط نظام الحكم في بلده بل سيقطع المحور الإيراني العراقي السوري اللبناني( حزب الله) فهو(المتظاهر) ضد النظام السوري القائم وضد إيران و اللصوص في العراق وضد السلاح الإيراني في لبنان وهو بالوقت نفسه يهدد الجاره الغالية إسرائيل وهذا ما لا يمكن أن يقبل به عالميا. لكن من التقدير الإلهي أن التغيير سيفرضه المتظاهرون في الأرض على قاعدة أن الله يغير ما بقوم عندما يغيرون ما بأنفسهم فدخول السوريون إلى مدرسة الوطنية من جديد وتعلمهم فنون المبادرة وتسابقهم في التضحية حبا بكرامتهم وحريتهم وحبا بوطنهم كما أمرهم دينهم .
دخولهم هذا سيقلب جميع المعادلات ويخطئ كل الدراسات السياسية فمزيد من الضغط الشعبي في التظاهر اليومي والأسبوعي , و السلاح الأهم في هذه المرحلة وهو العصيان المدني من الإضراب عن العمل وعدم دفع الفواتير للدولة وسحب الأموال من البنوك وحتى زيادة عدد اللاجئين إلى تركيا ولبنان ( لما له من تأثير على الرأي العام الدولي) العصيان المدني الاجتماعي والاقتصادي هو الكفيل بقسم ظهر النظام والقضاء عليه .
الأمر يتأخر قليلا أو لا يتأخر يتحدد على ضوء المستجدات في الأرض فربما يكون الحسم من داخل العائلة مع استبعادي لهذا الخيار أو ربما يكون من انقسام عميق في الجيش يستطيع قادته القضاء السريع على رأس النظام فتنفرط باقي أجزائه بمباركة دوليه أو بدون مباركة
على الشعب السوري أن يحذر من أن تضييع ثورته فينتقل إلى ديكتاتورية من نوع آخر وأن يحذر من التدخلات الخارجية مع ضرورة وجود بعضها, وأتمنى أن لا ننتقل إلى عراق أخر أوالى ديمقراطية طائفيه تضعف عوامل الاستقرار و الوحدة الوطنية. وكان الله في عوننا في سوريا
علامات فارقه بين الثورة المصرية - التونسية والثورة السورية بقلم / ريم السيد
|
|
|
|