هل يصبح الباطل حقا؟

يروى ان الباطل التقى الحق يوما في صحراء قاحلة وكان الحق يمتطي جوادا فقال الباطل مخاطبا الحق : اني تبت الى الله واريد ان استقيم وارجع عن طريق الغي والضلال واعود الى سبيل الهدى والرشاد وانت الحق تنعم بالطمأنينة والامن والاستقرار فها انذا امد يدي اليك واطلب منك مسامحتي والاخذ بيدي لتنتشلني من غياهب الضلال لاستقيم على الحق وانجوا معك فقد سمعت بانك تعين من لاذ بك وتساعد من طلب العون منك فقال الحق:في قرارة نفسه هل صدق الباطل فيما يقول ام انها لعبة من الاعيبه الشيطانية وخطة من خططه الجهنمية وماذا يبتغي بهذه التوبة المزعومة انا على يقين جازم بانه لن يصبح الحق باطلا ابدا فهل سيصبح يوما الباطل حقا؟ ثم رد الحق قائلا : سنرى اصدقت ام كنت من الكاذبين فما هو المطلوب مني ايها الباطل المحترم فقال : اريدك ان تصحبني معك حيث انت ذاهب فالصحراء صعبة وقد اهلك فيها والرفقة في السفر مهمة ومفيدة لكلانا لكنك تمتطي فرسا وانا راجل وليس من شماتك واخلاقك ان تركب وغيرك يسير راجلا فقال الحق : سنتناصف مسافة الطريق فتركب انت نصفها وانا اركب النصف الثاني فقال الباطل : نعم الراي رايك والله ماخاب ظني فيك ابدا .ثم امتطى الباطل الفرس وسار الحق راجلا الى ان وصلا الى منتصف الطريق فقال الحق للباطل جاء دوري لاركب الجواد فرد عليه الباطل لن انزل قال الحق الم نتفق على مناصفة الطريق ؟ قال : لا ابدا وهل لك شاهد او دليل.فذهل الحق واندهش لجوابه وقال متحصرا اذا كانت الطباع طباع ذئب فلا ادب ولا تاديبا.انك لم ولن تتغير فكل اناء بما فيه ينضح هذا هو معدنك -وبئس المعدن -معدن رخيص حقا فالعملة المزورة لا تعرف حقيقتها الا عند التداول والمعاملة.قال الباطل اذا شئت اختصمنا الى من تراه سينصفك وسارضى بالحكم مهما كان فعجب الحق لوقاحته وقال له سنحتكم لاول شخص نقابله في طريقنا ثم واصلا رحلتهما وفي نفس الحق تجاه الباطل اشياء واشياء وكان قلبه مليء بالحسرة والندم يحدث نفسه ويلومها على تصديقه للباطل وهو يعلم حقيقته وعداءه الازلي له ولسان حاله يقول : لست بالمصدق فيك قولا ولكنني شقيت بحسن ظني .وعند اقترابهما من منطقة آهلة بالسكان وجدا رجلا فقال الباطل لقد جاء من سنحتكم اليه فوافق الحق وقال الباطل تكلم ايها الحق فقال : تكلم انت لكي تكون الحجة عليك وتشهد على نفسك فانا صاحب الحق وانت الباطل فقال الباطل سائلا الرجل : من احق ان يمشي على وجه الارض الحق ام الباطل .فقال الرجل : الحق. فنظر الباطل الى الحق نظرة ساخر مستهزئ وقال :فامش على الارض ودعني اركب الفرس وامتطى الجواد ومضى. تنهد الحق وقال للرجل الذي حكم بينهما -بما علم وما كان للغيب حافطا- انها كلمة حق اراد بها الباطل باطلا.

أمر اكيد لا يختلف فيه عاقلان
الباطل باطلا والحق حقا

هل يصبح الباطل حقا؟

هل يصبح الباطل حقا؟

المواضـــــــيع المشابــــــهه