يعود المدرب السابق لوفاق سطيف ومولودية الجزائر نورالدين زكري في هذا
الحوار إلى الأسباب التي جعلته لا يعود للعمل في أحد النوادي الجزائرية،
محملا المسؤولية لرئيس الوفاق حكيم سرار، كما وجه انتقادات لاذعة للمدرب
الوطني وحيد حاليلوزيتش، واصفا إياه بالمدرب المتناقض.
في البداية ما رأيك في أداء المنتخب الوطني في المباراة الودية الأخيرة أمام تونس؟
أولا يجب التأكيد على أن المنتخب التونسي قدم إلى الجزائر منقوصا من أبرز
لاعبيه الأساسيين، الذين يلعبون في صفوف فريق الترجي الذي كان في توقيت
المباراة مرتبطا بلعب مباراة الدور النهائي من منافسة كأس رابطة أبطال
إفريقيا، وبالتالي فإن تلك المباراة لم تكن اختبارا حقيقيا لعناصر النخبة
الوطنية، رغم أن المنتخب المنافس ظهر بوجه جد مشرف في التصفيات الأخيرة
المؤهلة لبطولة كأس أمم إفريقيا.
ما هي النقاط الإيجابية التي سجلتها في أداء المنتخب؟
لم أشاهد شيئا في تلك المباراة سوى القذفة القوية لبودبوز التي سجل بها
الهدف الوحيد، ولم أشاهد شيئا آخر ما عدا الوقفة الرائعة من آلاف المحبين
للألوان الوطنية الذين شجعوا اللاعبين من بداية المباراة إلى غاية النهاية،
وما أريد تأكيده أن الوقت لم يحن بعد للحكم على كفاءة المدرب وحيد
حاليلوزيتش لأن الأمر يتعلق فقط بمباراة ودية لا أكثـر ولا أقل، ولا يزال
أمامه متسع من الوقت للعمل على تطوير الأداء أكثـر، خاصة وأن المنافسات
الرسمية لم يعد يفصلنا عن تاريخ مواعيدها سوى فترة زمنية قصيرة، لذا وجب من
الآن التحضير الجيد وتوفير المناخ المناسب للمدرب البوسني وباقي طاقمه.
ما قولك في أداء اللاعب الشاب بوشوك بعد أن قال عنه حليلوزفيتش بأنه لاعب سيرك؟
أعتقد
بأن الكثير من المحللين، ومنهم أنا، اكتشف التناقضات الصارخة للمدرب
البوسني حاليلوزيتش منذ قبوله مهمة تدريب المنتخب الوطني. وبخصوص سؤالك
فإني أجيبك بجملة بسيطة هي: إذا كان بوشوك لاعبا يصلح لألعاب السيرك، فإن
المدرب حاليلوزيتش هو صاحب السيرك، وهذا لعدة معطيات أهمها أن المدرب هو من
وجه الدعوة لهذا اللاعب الشاب وليست جهة أخرى، وإذا أراد أن ينتقد أداءه
فإني أعتقد بأنه كان من الأفضل أن يوجه له نصيحة على انفراد، وليس الحديث
عنه بتلك الطريقة غير اللائقة لدى وسائل الإعلام، وأريد أن أذكر المدرب
حاليلوزيتش بأمر هام...
تفضل، ما هو؟
أريد أن أقول له يا وحيد لا تنسى بأنك فشلت مع أحسن منتخب في إفريقيا اسمه
كوت ديفوار الذي يضم في صفوفه لاعبين عالميين في صورة دروغبا ويايا توري،
وكان الفشل على يد الجزائر في الدور نصف النهائي من كأس إفريقيا للأمم،
وعلى يد المدرب المحلي الوطني الجزائري ''الشيخ'' رابح سعدان، وبالتالي
عليه أن يهتم أكثـر بمستقبله مع المنتخب الوطني من دون أن يتطرق لمثل هذه
الأمور التي تؤثـر على معنويات اللاعب المحلي كثيرا.
وما هو دليلك على تناقضاته؟
أتذكر جيدا عندما أبعد زياني كريم من المنتخب عندما وقف الجميع ضد هذا
القرار ما عدا أنا عندما كنت أصرح دائما وأبدا بأن هذا اللاعب ليس
''مارادونا'' حتى تثار عليه مثل هذه الضجة الإعلامية الكبيرة، وكان المدرب
حليلوزفيتش قد صرح بأن الأسباب التي جعلته يقرر استبعاد زياني كانت لأمور
فنية بالدرجة الأولى، وأنه لا يدخل في حساباته التكتيكية، والأبعد من ذلك
فإنه قال بأن زياني غير منضبط تكتيكيا قبل أن يأتي يوم آخر ويوجه فيه
استدعاء لهذا اللاعب من جديد من دون أن يعطينا الأسباب التي كانت وراء
التراجع عن قراره، وأعتقد بأنه لو صرح من الأول بأن سبب إبعاد زياني كان
انضباطيا، فإن الجميع لن يعلق على توجيه الدعوة له مرة ثانية، أما أن يقول
بأنه أبعده لأمور فنية تكتيكية ثم يستدعيه من جديد فهذا تناقض كبير.
وكيف ترى مستقبل ''الخضر'' في المرحلة القادمة؟
مثلما
قلت سابقا.. علينا جميعا ترك الطاقم الفني يعمل بعيدا عن الضغط ومساعدته
إن أمكن. ذلك لأن المواعيد الرسمية اقتربت ولم يعد يفصلنا عنها الكثير،
وهذا حتى يكون بإمكان حاليلوزيتش وباقي طاقمه كامل الحرية في اختيار
العناصر القادرة على تمثيل الألوان الوطنية في المحافل القادمة.
الجميع كان ينتظر عودة زكري إلى تدريب وفاق سطيف، ما ردك؟
ما أقوله في هذه النقطة أن ''الدنيا مكاتيب وأرزاق'' ولم يكتب لي العودة
من جديد لتدريب وفاق سطيف لعدة أسباب غامضة إلى حد بعيد، وتدور بعض
الأحاديث أنني ''ممنوع'' من العمل من قبل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم
في البطولة الوطنية، وهذا لأنه عندما تم إقالتي من وفاق سطيف قيل بالحرف
الواحد ''إقالتك تمت من فوق''، وهي نفس الجملة التي سمعتها مرة ثانية من
مسؤولي فريق مولودية الجزائر.
وما السبب في ذلك؟
أعتقد
بأن فيه بعض الناس يسعون دائما لزرع'' النميمة'' وهم من كانوا وراء تحريض
الهيئات الكروية عندنا ضد شخص المدرب نور الدين زكري لأسباب تبقى عندي
مجهولة، وإن كنت على يقين بأن الرئيس عبد الحكيم سرار هو من كان وراء هذه
الوضعية التي أعيشها، وهذا لأن بعض الأشخاص لا يحبون طريقة تفكيري لأني
إنسان صريح إلى أقصى درجة، ومثلما يقال في لهجتنا العامية ''نضرب في
الوجه''.
وكيف ستتعامل مع هذه الوضعية؟
لقد
صرحت مرارا في مختلف وسائل الإعلام بأني أريد ملاقاة رئيس الاتحادية
الجزائرية لكرة القدم محمد راوراوة من أجل شرح موقفي له، لأنه يعد المسؤول
الأول عن لعبة الكرة في بلادنا، وتقدمت بطلب شخصي عن طريق بعض أصدقائه من
أجل هذا الغرض ووافق الجلوس حول طاولة المحادثات معي عندما يكون أمامه متسع
من الوقت لأنه ''الله يبارك'' عنده الكثير من المناصب والمهام التي
يتولاها.
تم تداول اسمك في بعض الأندية الوطنية على غرار النصرية ومولودية وهران، فهل تؤكد لنا ذلك؟
نعم
تلقيت كثيرا من الاتصالات من فرق داخل الوطن، لكن طموحاتها لا تناسب
طموحاتي الشخصية، لأنها كلها تلعب من أجل تحقيق البقاء وليس لعب الأدوار
الأولى، وأنا بطبعي إنسان أريد التحديات واللعب من أجل الألقاب والمشاركة
في المنافسات القارية.
وهل لديك عروض من الخارج؟
اتصل بي فريقان مغربيان، وأربعة أندية تونسية، وفرق أخرى من المشرق العربي
لكني رفضت هذه العروض جميعا لنفس السبب المتمثل في أن طموحاتها لا تناسب
مشروعي الرياضي.
كيف ترى وضعية فريقك السابق مولودية الجزائر؟
المولودية تعيش الآن أزمة مالية حقيقة، وفراغا كبيرا في مجال التسيير
الإداري، ووضعيتها في بطولة الموسم الحالي صعبة كثيرا، خاصة وأن الانتدابات
التي قامت بها الإدارة لم تكن نوعية مثلما كنت أتمنى في السابق، وما أقوله
إن مشوار البطولة لا يزال طويلا وبإلامكان العودة من جديد إلى عهد
الانتصارات والنتائج الإيجابية، خاصة وأنها تمتلك قاعدة جماهيرية عظيمة
|
|