مناشير مجهولة تقرّ زيادة تسعيرة النقل العمومي والوزارة تحذّر!
أقدمعدد من الناقلين الخواص على رفع تسعيرة النقل دون سابق إنذار، وفي خطوة لميراع فيها استشارة الهيئات الوصية التي واجهت هذا الأمر بإجراءات ردعيةتمثلت في التهديد بسحب رخص السياقة وحجز عربات النقل، في وقت يضرب فيه باقي الناقلين بتعليمات الوزارة عرض الحائط· في غضون ذلك، يبقى المواطنرهينة لمثل هذه الأساليب وتغاضي الوزارة· تنقلت''الجزائر نيوز'' إلى محطة الحافلات المتواجدة في بلدية بن عكنون خلالجولتها الاستطلاعية حول الزيادة التي ستطبقها الحافلات الخاصة ابتداء مناليوم، بعد أن سبق لمؤسسة النقل الحضري أن طبقت زيادة في 6 جويلية الماضيتماشيا مع تحسين الخدمات التي باتت توفرها، كان لنا حديث مع عدد منالمواطنين بخصوص هذه الزيادات التي أقرتها الوزارة على مؤسسة النقل الحضريالعمومي للعاصمة، وأقرّها الخواص لأنفسهم دون الرجوع للهيئة الوصية·
تُعتبرالمحطة التي توجهنا إليها من أهم المحطات التي يتردد عليها المئات منالمتنقلين إلى مختلف الاتجاهات بالجزائر العاصمة، فوجدناها أمس شبه فارغةمن الأشخاص مقارنة بالأيام العادية، تقربت ''الجزائر نيوز'' من أحد سائقيالحافلات الخاصة التي كانت وجهتها محطة الشرافة لنسأله عن تضارب الزيادةفي أسعار تذكرة النقل العمومي، خاصة وأن البعض منهم خالف تعليمة الوزارةفي تطبيقها في 01 أوت من الشهر المقبل، وبخصوص تطبيق هذه الزيادات دونوقتها المحدد، أكد لنا المتحدث ذاته أنّه ''لم نقم بزيادة في سعر التذكرةإلى يومنا هذا، ونحن سنبدأ في تطبيقها يوم غد، أي حسب ما جاء في تصريحاتوزير النقل عمار تو في هذا المجال''·
مناشير مجهولة وُزّعت على أصحاب الحافلات تعلم الزبائن بالزيادة في تسعيرة التذكرة
كشفلنا المتحدث نفسه أنّه بعد أن أقرت وزارة النقل بتطبيق الزيادة علىالتذكرة، قام بعض الأشخاص مجهولي الهوية بتوزيع مناشير لتعلم الزبائنبالزيادة في تسعيرة التذاكر بـ5 دنانير بالنسبة للحافلات الخاصة، وحقيقةأن الكثير من أصحاب الحافلات طبقوا هذه التعليمة دون تعليمة رسمية، وهذاما جعل الوزارة بمعية الأمن الوطني تطبّق عقوبات وإجراءات قاسية على أصحابهده الحافلات، من بينها سحب رخصة السياقة، وضع الحافلة في المحشر، كماأضاف المتحدث أنّ ''حقيقة نحن متخوّفون من تطبيق هذه الزيادة في الفاتحمن الشهر الجاري، خاصة أن الوزارة لم تصدر أي تعليمة رسمية في هذاالمجال..'' مؤكدا أن أصحاب الحافلات حائرون في اتخاذ هذا القرار، وسوء فهمتعليمة وزير النقل، مضيفا ''أنا شخصيا لن أطبّق هذه الزيادة حتى يتم نشرتعليمة رسمية، لتفادي ما وقع لباقي أصحاب الحافلات التي تحدّت تعليمةالوزارة·
الزيادة في تسعيرة التذكرة، حلم الناقلين الخواص
بعدأن تركنا ''كمال'' سائق في حافلة خاصة وهو حائر في مدى إمكانية تطبيق هذهالزيادة في سعر التذكرة، أم انتظار التعليمة الرسمية من الجهات المسؤولة،اتجهنا إلى سائق حافلة آخر بدا سعيدا بالزيادة التي أقرتها الوزارة، خاصةأنّهم يعانون مشاكل وأعباء كبيرة من بينها، تأجير في المحطة يصل إلى 650ألف دينار شهريا، الضرائب، إضافة إلى خدمات الصيانة للحافلة، التي تكلّفالكثير، وكما تعلمون أن الحافلات الخاصة كان لها دور كبير في حل أزمةالنقل في العاصمة خلال السنوات الأخيرة، وبقاؤها مرهون بحلّ مشاكل يتخبطفيها القطاع، مؤكدا أن هده الزيادة في سعر التذكرة ستسمح لأصحاب هدهالحافلات في اقتناء حافلات جديدة تتوفر على كل وسائل الرفاهية للزبائنالمتنقلين فيها يوميا عبر كلّ الاتجاهات.
الزيادة في السعر والخدمات تبقى متدنية
حسبتصريحات وزير النقل التي نقلتها وسائل الإعلام المرئية أنه ''لازيادة دونتحسين الخدمات''، أي أن الزيادة في تسعيرة تذكرة الحافلات مرتبطة بتحسينالخدمات للزبائن، وقد جاء بعد أن قام بعض أصحاب الحافلات بتعليق المناشيربالزيادة التي ستطبق يوم غد، ولكن يبدو أن أصحاب الحافلات الخاصة أرادواأن يسارعوا في تطبيق الزيادات على تسعيرة التذكرة، لكن تغاضوا عن الشرطالدي أقره الوزير، والمتمثل في تحسين الخدمات للزبائن، لتوفير القدرالمستطاع من الراحة والرفاهية من خلال تنقلاتهم اليومية، وهذا فعلا مالاحضته ''الجزائر نيوز'' أن المتنقل في هذه الحافلات لايجد متعة التنقل،مما يدفعه إلى اختيار سيارات الأجرة رغم تكلفتها الغالية، والمتمعن فيهذه الحافلات يجد أنها غير نظيفة تماما، ستائر مليئة بالغبار، مقاعد ممزقةوغير مريحة تماما، ناهيك عن تسارع أصحاب الحافلات في ملئها بالركاب لكسبالمال، دون الاهتمام براحة المسن أو المرأة الحامل، كل هذا تغاضى عنهأصحاب الحافلات، ليتمسكوا فقط بشرط الزيادة.
الحافلات العمومية في سباق مع الزمن لعصرنة الخدمات
فيالمحطة ذاتها اقتربنا من سائقي الحافلات العمومية لمؤسسة النقل الحضريللعاصمة، ويبدو أن هناك نشاط كبير في هده المؤسسة، فهي في سباق مع الزمنلعصرنة خدماتها بدءا من اقتناء الحافلات الجديدة، إلى تجهيزها بأحدثالآلات المستوردة من الخارج، وتحديث تذكرة مغناطيسية، بدلا من التذاكرالقديمة، حيث كشف لنا سائقو هذه الحافلات أنّه سيُشرع العمل بها عن قريب،مؤكدا أن القابض سيتحمل مسؤوليته في حالة غش في هذه التذاكر، حيث سيضطرإلى دفع غرامة مالية تقدر بأكثر من 4 آلاف دينار في حالة ارتكاب خطأ،وفيما يخص الزيادة التي أقرتها الشركة حسب التعليمات التي أصدرتها الوزارةفي شهر جويلية كشف المتحدث أن الزيادة التي أقرتها الوزارة جدّ معقولة حيثأن أسعار النقل في الجزائر أرخص لو قارنناها بالبلدان الأخرى·
كماأضاف سائقو حافلة في محطة نقل أخرى أن المؤسسة قامت باقتناء حافلات جديدة،بتجهيزات حديثة، ولكن لم مازال سائقو الحافلات والقابضون على حد سواءيتقاضون أجورا زهيدة إلى يومنا هذا.
المواطنون مستاءون من هذه الزيادة
''واش يدير الميّت في يد غسّالو''
رمضانعلى الأبواب، الدخول الاجتماعي ساخن، و''زادوا في تسعيرة النقل''، فماعسى أن يفعل المواطن الجزائري..؟، هذا ما قالته لنا إحدى السيدات القتها''الجزائر نيوز'' في محطة بن عكنون وهي تنتظر الحافلة على الطريق تحت أشعةشمس حارقة، كما كان رأي عمي أحمد وهو رجل طاعن في السن، هذه الأسعارلاتساعد الذي يتقاضون الأجور الزهيدة، وكما تعلمون البسيط هو الذي يستعملهذه الوسيلة للتنقل يوميا وليس الغني· كما أكد أحد الشباب البطال الذيانتظر طويلا وصول الحافلة التي ستنقله إلى ساحة الشهداء ''أنا مع هذهالزيادة في الأسعار، لن أستطيع التنقل إلى أماكن أخرى للبحث عن العمل أوالعمل في مكان بعيد عن إقامتي، فهذا من المستحيل''· ولقد تركنا المواطنينفي المحطات التي جلنا فيها أمس بالعاصمة، وهم يُبدون تذمرهم عن الزيادة فيتسعيرة تذكرة الحافلات، وغلاء المعيشة، ناهيك عن الأجور الزهيدة·
ياسمين بوعلي
عبد القادر بوشريط رئيس الفيدرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع يصرّح: لازيادة في سعر النقل على المستوى الوطني،والتعليمـة الوزارية هي التي ستفصل في الأمـر
كشفعبد القادر بوشريط رئيس الفيدرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائعالتابعة للاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين، أنّه ليس هناك زيادةفي أسعار النقل على المستوى الوطني، ويطالب الوزارة بنشر تعليمة رسميةبزيادة أو عدم الزيادة في الأسعار لتفادي الفوضى التي ستحدث بين الزبائنوالناقلين الخواص. أوضح المتحدث في تصريح لـ''الجزائر نيوز'' أنّه ليسهناك أي زيادة في سعر النقل على المستوى الوطني يوم الأحد المقبل، ولكنعلى مستوى الخطوط، ففي كل أسبوع هناك زيادة جديدة، مؤكدا أن الناقلينالخواص لهم الحق في رفع السعر، مضيفا في السياق نفسه أنّ هذا سيخلق فوضىبين الناقلين والزبائن، ولمنع حدوث ذلك، لابد على الوزارة أن تضع تعليمةرسمية تقرّ بالزيادة أو عدم الزيادة، مشيرا أن النقابة تعدّ تقييما عنوضعية الناقلين الخواص على المستوى الوطني لتقدم للوزارة في الآجالالقريبة.
كماجاء في مجمل تصريحه ''لازيادة إلا بتحسين الخدمات''، مشيرا أن 90 بالمائةمن النقل على المستوى الوطني تمثل النقل الخاص، حيث هناك 70 ألف ناقل خاص،كما أنّه على الدولة أن تدعّم هذا القطاع عن طريق تجهيزه بحافلات توفّرالرفاهية للراكبين، مؤكدا أن بعض الناقلين الخواص الذين عملوا في العشريةالسوداء مازالوا يعانون من عدم القدرة على تسديد ديون الضرائب والبنوكخاصة في منطقة القبائل.
ياسمين بوعلي
تو يشترط رفع التسعيرة بتحسن نوعية الخدمات أكدوزير النقل، عمار تو، أول أمس، أنه يمكن للناقلين الخواص، رفع تسعيرةالنقل عبر مختلف الخطوط، مثلما رفعته مؤسسات النقل الحضري، مؤخرا، لكنبشرط احترام كل المعايير وشروط النقل المتوفرة لدى هذه المؤسسات كاحترامالعدد المرخّص به للركاب ووقت الانطلاق من المحطات والمواقف، مع احترامشروط النظافة وتوفير راحة المسافر·
ي· ر
في انتظار الميترو والترامواي·· لا مانع من استغلال المواطن
تفاجأعدد من مستعملي النقل العمومي الخاص بالعاصمة، صبيحة أمس، بزيادة فيتسعيرات التذاكر، والحديث ليس على زيادة بسيطة، فخمسة دنانير ليستبالزيادة غير المحسوسة بالنسبة لمن يعتمد نمط حياته اليومي على مدار السنةعلى النقل الجماعي· لن نتحدث في هذا المقام عن الزيادة في ميزانية النقلالجماعي بالنسبة للعائلة الجزائرية المتوسطة التي يلجأ فيها الأب والأطفالللنقل الجماعي، أكيد أنها زيادة من شأنها أن تؤرق كاهل أرباب الأسر، ومعذلك فإنه كان من الممكن تبريرها في حال تحسين الخدمات المقدمة، كأن يضمنالنقل الجماعي ظروفا إنسانية بدلا من الازدحام الخانق الذي يجعل الأفرادأقرب منهم لمجموعة من السردين المكوّم في علب· ومع ذلك نجد الوزارة تتغاضىعن هذه الزيادة بكلام مبهم لا معنى له، كأن يقول الوزير إن أصحاب مركباتالنقل الخواص يمكنهم رفع التسعيرة في حال ما إذا تم تحسين الخدمات· هكذاجاء جواب الوزير غامضا ليفتح المجال أمام التحايل على المواطن، ففي كلالأحوال لا يمكن اعتبار ما قام به الناقلون الخواص خارجا عن القانون، إذيمكن لأي من قام بتنظيف حافلته أن يعتبرها تحسينا يبرر زيادته للتسعيرة·والحال أن هذه الزيادة التي قام بها الخواص جاءت لتستغل تلك التي مست قطاعالنقل الجماعي العمومي، الذي يعرف هو الآخر سعيا لتطوير النقل العموميوعصرنته، غير أن ما يمكن قراءته بين الأسطر، ومن هذه الزيادة التي أقدمعليها الناقلون الخواص، إنما تكشف قلقلا حقيقيا من مصيرهم في المستقبلالقريب بمجرد فتح قطاع النقل الجماعي أمام المشاريع الكبرى المرتقبتسليمها في أقرب الآجال والمتعلقة بالميترو والترامواي، حيث ينتظر أن يقلصهذان المشروعان نشاط الخواص بشكل كبير ما جعلهم في وضعية فتحت شهيتهم علىزيادة الربح خوفا من قطع رزقهم بمجرد دخول مشاريع النقل الجماعي العموميالكبرى حيز النشاط· في غضون ذلك، يجد المواطن نفسه في دور الرهينة التييتم استغلالها بأبشع الطرق· يحدث هذا في الوقت الذي تستمر فيه الوزارةالمعنية في التأكيد على قرب الانتهاء من هذه المشاريع التي ستخفف الاختناقعلى المواطن، في انتظار أن يحدث ذلك لا مانع من أن يمتص الناقلون الخواصالمواطن لآخر لحظة في ظل صمت المعنيين·
|