salim مشرف
المشاركات : 1889 العمر : 38 العمل/الترفيه : عقلية / dz المزاج : لباس الإقامة : Algerie نقاط التميز : 11 نقاط أعجبني : 841 تاريخ التسجيل : 05/05/2008
| موضوع: المرأة المطلقة الثلاثاء 14 ديسمبر 2010, 20:50 | |
| المطلقة: هل هي نصف امرأة؟؟
الأطفال فريسة الصراع:
المرأة أمٌّوليست أَمَة، مربية وليست خادمة، شريكة عمر لا رفيقة درب عابر، والرجل هوربَّان السفينة، يفترض ألا يعرضها لهوج الرياح، ونتوء البحار وإلا حطمهابمن فيها، وشتَّت أفرادها؛ فها هم الأطفال قد وقفوا والصدمة تكاد تقتلهمبعدما فقدوا معاني الإحساس بالأمن والحماية والاستقرار، وباتوا فريسةصراعات بين والديهم حول تبعيتهم التي قد تتجاوز حدود المعقول؛ حيث يتسابقكل منهما ليكسب الطفل إلى جانبه، ولو أدى ذلك إلى استخدام الوسائل الجذابةكالرشوة أو التجسس أو تشويه صورة الآخر. هنا تتحطم الصورة المتوازيةلتركيبة الزوجين في ذهنية الطفل، الأمر الذي يجعله يفقد الثقة بالاثنينمعاً، وقد يضيق ذرعاً بهذا الوسط الذي يعيش فيه محكوماً بخبرات سيئة؛فيبدأ في البحث عن وسط جديد علّه يجد فيه تعويضاً عمَّا فقده من حب وحنان،مما يعرضه أحياناً إلى رفاق السوء الذين يقودونه إلى عالم الجريمةوالانحراف.
فقد "السترة":
أما الزوجة،فتعود حاملة جراحها وآلامها ودموعها في حقيبتها، وكونها الجنس الأضعف فيمجتمعنا التقليدي فإن معاناتها النفسية أقوى من أية معاناة؛ إذ إنها وبحكمالتنشئة الاجتماعية واقتناعها أن الزواج ضرورة لا بد منها؛ لأنه "السترة"بالمفهوم التقليدي، فإنها بطلاقها تفقدها، وتصبح عرضة لأطماع الناسوللإتهام بالانحرافات الأخلاقية نظراً للظن بعدم وجود الحاجز الجنسيالفسيولوجي (العذرية) الذي يمنعها من ذلك(!)، وهي ليست مسئولة فقط عنانحرافها بل عن انحراف الرجل أيضاً؛ لأنها أصل الفتنة والغواية؛ لذلك عرّفمجتمعنا جرائم الشرف ضدها وجعلها مرتبطة بالمرأة فقط.
المطلقة عبء اجتماعي!!
وينظرالمجتمع إلى المطلقة نظرة ريبة وشك في تصرفاتها وسلوكها؛ لذا غالباً ماتشعر بالذنب والفشل العاطفي والجنسي وخيبة الأمل والإحباط، مما يزيدهاتعقيداً ويؤخر تكيفها مع واقعها الحالي، فرجوعها إذن إلى أهلها وبعد أنظنوا أنهم ستروها بزواجها، وصدمتهم بعودتها موسومة بلقب "مطلقة" الرديفالمباشر لكلمة "العار"، فإنهم سيتنصلون من مسئولية أطفالها وتربيتهمويلفظونهم خارجًا؛ مما يرغم الأم في كثير من الأحيان على التخلي عن حقهافي رعايتهم إذا لم تكن عاملة أو ليس لها مصدر مادي كاف؛ لأن ذلك يثقلكاهلها ويزيد من معاناتها، أما إذا كانت عاملة تحتك بالجنس الآخر أو حاملةلأفكار تحررية فتلوكها ألسنة السوء وتكون المراقبة والحراسة أشد وأكثرإيلاماً.
وتؤكد دراساتميدانية اجريت مؤخرا أن أكثر من 90% من المطلقات عُدْن إلى بيوت أهلهن بعدطلاقهن، مما شكل عبئاً آخر على ذويهن؛ لأنه من الصعب على المرأة المطلقةفي مجتمعنا أن تستقل في بيت منفرد (حتى لو كانت قادرة)، فمكانتها الجديدةمحكومة بعادات وتقاليد قاسية من الصعب أن تفك نفسها منها بسهولة، فالأسرةاالمسلمة ترى أنه من العيب أن يكون بين أفرادها مطلقة؛ لذا نجد ملل أهلهامنها، وفي حالات قليلة الشفقة والعطف، ورغم أن التعاليم الدينية شرعتالطلاق واعتبرته حقًّا من حقوق الرجل إلا أن المجتمع وضع في الغالب اللومعلى المرأة في انهيار الأسرة لأنها كان يجب أن "تصبر"؛ لذا نجدها تجابهسلسلة من المشكلات تتمثل في تغيير نظرة الآخرين لها كأنثى وامرأة فاشلة،مقيدة في حركاتها محسوبة خطواتها؛ وهي تستطيع أن تمحو الاسم الذي علق بها"مطلقة" بكل ما تعنيه هذه الكلمة في شرقنا العربي الذي يُعَدُّ بمثابةإعدام امرأة أو اغتيال سمعتها، ولا هي لملمت جراحها وتجاوزت آلامها؛ لذانجد عدداً من المطلقات يرفضن حتى التعويضات المادية المترتبة على الطلاق: "إذا ما كنتش بكيت على الجمل هابكي على قيده؟!" كما ورد في إحدى الدراسات الميدانية على لسان إحدى المطلقات.
مراحل لتكيف المطلقة مع واقعها:
ومع أنالطلاق في كثير من الأحيان وبالنسبة للمرأة خلاصاً من زوج تعيش أتعس أيامحياتها تحت سمائه، فالمرأة لا تلجأ إلى الطلاق إلا بعد أن تصل ذروة اليأسوالفشل والألم، وتحتاج إلى فترة تطول أو تقصر ليعود لها التوافق النفسي؛وأوضحت دراسات ميدانية عديدة أن عملية التوافق النفسي تمر بثلاث مراحل: 1. مرحلة الصدمة: حيث يعاني المطلقون من الاضطراب الوجداني والقلق بدرجة عالية. 2.مرحلة التوتر: يغلب عليها القلق والاكتئاب وتتضح آثارها في الأساسبالاضطهاد والظلم والوحدة والاغتراب والانطواء والتشاؤم وضعف الثقةبالنفس، وعدم الرضا عن الحياة.
3. مرحلةإعادة التوافق: وفيها ينخفض مستوى الاضطراب الوجداني، ويبدأ المطلقونإعادة النظر في مواقفهم في الحياة بصفة عامة، والزواج بصفة خاصة.
ولا شك أنلعملية الطلاق آثار سلبية على الأسرة كاملة، بل إنها عملية مؤلمة نفسيًّا،وتوافق الفرد مع الطلاق يرتبط بمدى استعداده لمناقشة هذا الموضوع، والمقصود بالسلوك التوافقي:هو السلوك الموجه من الفرد عن وعي وإدراك للتغلب على العقبات والمشكلاتالتي تحول بينه وبين تحقيق أهدافه وإشباع حاجاته، ويتم ذلك عن طريق تعديلالفرد لذاته وبيئته؛ ليتحقق له الانسجام مع بيئته بشكل يحقق له الرضاالذاتي والقبول الاجتماعي ويخفض توتراته وقلقه وإحباطاته. وتحتاج المرأةفي الفترة التالية لأزمة الطلاق إلى فترة تعيد فيها ثقتها بنفسها، وإعادةحساباتها، والتخلص من أخطائها وتعديل وجهة نظرها نحو الحياة بصفة عامةوالرجال بصفة خاصة، وتعويض الحرمان وشغل الفراغ الذي خلفه ترك زوجها لهاوحيدة خاصة إذا كانت لا تعمل، فالتغلب على ما تعانيه من صراعات نفسيةتولدت عن تجربة الفشل التي عاشتها نتيجة لتغير النظرة إليها، وانخفاضمفهوم الذات لديها، وكذلك لما مرَّ بها من حرمان ومآسي طوال حياتهاالزوجية الفاشلة أمر غاية في الصعوبة. كما أن المرأة التي ما زالت تحتزوجها وليست مستعدة للطلاق تحتاج وقت أطول كي تستعيد توافقها.
وبعد الطلاق:
الآن وبعد الطلاق،وبعد أن تهدأ النفوس بعامل الفراق وعامل الزمن تبحث الزوجة عن رفيق جديدللحياة وتصدمها الحقيقة المُّرة وهي أن الرجال غير مستعدين - في شرقناالعربي- أن يتزوجوا امرأة لم تستطع في تجربتها الأولى أن تكسب ودَّ زوجهافيحتفظ بها، فطلقها، أو أصرت هي على الطلاق.
وتصدمها الحقيقة الثانيةوهي مشكلة الأولاد فمن من النساء من ترضى أن تتخلى عن أولادها وتخدمأولاداً غير أولادها إن هي تزوجت رجلاً أرمل أو مطلقًا مثلها – لن يتمكنمن سد حاجيات أطفاله وأطفالها معاً - بالإضافة إلى غيرته من هؤلاء الأطفالكلما رآهم؛ لأنهم يذكِّرونه دائماً بأن أمهم كانت لرجل قبله.
وتصدمها الحقيقة الثالثةوهي أن أهل المطلقة نفسها ومحيطها لا يقبلون لها حياة العزوبية للاستقرارأولاً وخشية كلام الناس ثانيًا، فالمرأة المطلقة لا مكان لها وبخاصة إذاكانت شابة جميلة، ذلك أن المجتمع ربَّى المرأة على فكرة ثابتة وهي أنالجمال الجسماني هو كنزها، فتحول جسدها إلى إطار ذهني وأصبح الشغل الشاغلللرجل جمال المرأة؛ لذا يسارعون في تزويجها قبل أن تلتئم جراحاتها النفسيةوفي كثير من الأحيان يجبرونها على ذلك.
أما إذا حدث الطلاق وقد تقدم بها العمرفلا فرصة أمامها للزواج ثانية، ذلك أن الرجل كما أسلفنا يتزوج صغيرة السنوالجميلة؛ "لأن الجميلة تُصبي من يتزوجها" كما يقولون. أما الأخريات فينظرإليهن كسلعة تم استهلاكها وقد نجد بعض المطلقات ممن يحتفظن بأبنائهن،ويرفضن الزواج فتكون المسؤولية الملقاة على عاتقهن ثقيلة بالإضافة إلىكثرة الضغوط النفسية والقيود التي تحيط بهن؛ إذ على الرغم من كل هذهالتضحيات إلا أن المجتمع لا زال ينظر إليهن نظرة دونية؛ لأنها امرأة أولاً ومطلقة ثانياً، كل هذا قد يدفعها السير "بالدفع الذاتي" في الحياة مكبلات بالوحدة والفراغ النفسي والروحي ويتقوقعن على أنفسهن.
فمتى سندرك أن الطلاق بحالته الصحيحة ليس وصمة عار على جبين المرأة بل قد يكون نهاية سعيدة لحياة شقية ومرهقة؟
كلمة = حياة:
خطورة موضوعالطلاق حينما يُفهم على أنه لعبة يلهو بها الرجل، وأن الحياة الزوجية لاقداسة لها ولا احترام، فيخرج الطلاق عن الغرض الذي أباحه بسببه الباري عزوجل، واعتبره أبغض الحلال، فالله تعالى يريد للحياة الزوجية دواماًواستقراراً، ولكن بشرط أن يكون ذلك محققاً لقدر من السعادة تسير الأسرة فيركابه. ولكن عندما يعني استمرار الحياة الزوجية تدميراً لسعادتها، وعندماتنقطع كل رابطة مقدسة، وتُسْتَنفد كل سبل الإصلاح يصبح أبغض ما أحل اللههو الحل؛ تماماً كالطبيب لا يلجأ إلى إجراء عملية جراحية إلا عند الضرورةالقصوى، فلا يجوز للرجل أن يهدد زوجته كلما تعكَّر الجو بينهما : أنتِ طالق!! ولا أن تهدد المرأة زوجها كلما لاحت بادرة خلاف : طلِّقني!! فذلكخروج عن جادة الصواب؛ لأن الصواب أن الطلاق لم يُشْرَع ليتلهى به اللاهون،ويعبث به العابثون، وإنما بعد استنفاد جميع وسائل التفاهم والإصلاحوالعتاب، وبعد تدخل الحكام لإصلاح ذات البين من أهل الزوج أو الزوجة، وإلافإلى دفتر المأذون ليفكَّ عرى ما وُثِّق.
فلا تقل أنتِ... ؟ إلا إذا تعذر لك العيش مع زوجتك وأسرتك، وإلا تكون قد هدمت بيتك بيديك وشردت أطفالاً لا ذنب لهم إلا أنهم أطفالك.
ولا تطلبيه سيدتي..لا .. لا تطلبيها: طلِّقني ؟!! إلا إذا تعذر عيشك مع زوجك، وإلا تكون قد شردت أطفالك لتعيشي في مجتمع لا يرحم. فالطلاق حلال لكنه أبغض الحلال.
وزيارة قصيرةإلى إحدى المحاكم الشرعية لنرى بأم أعيننا المآسي والمآسي العائلية التيتتجاوز العشرات كل يوم والمطروحة على المحاكم، ولتجعلنا نفكر بعمق قبل أننلجأ إلى هذا الحل
ودومتم بكل ود ...!!! مع تحياتي ....
|
|
|
|
TURKI مشرف
المشاركات : 2150 العمر : 39 نقاط التميز : 0 نقاط أعجبني : 875 تاريخ التسجيل : 01/05/2010
| موضوع: رد: المرأة المطلقة الثلاثاء 14 ديسمبر 2010, 22:31 | |
| فعلا أخي الكريم فالطلاق هو أبغض الحلال و للأسف فالمرأة في معظم الأحيان تدفع الثمن و ذلك كما قلت سابقا لابتعادنا عن تعاليم ديننا الحنيف و الإيمان و التمسك ببعض الأفكار و الأعراف الجاهلية و غياب الوازع الديني و التجرد من الإنسانية ... شكرا لك أخي salim على الموضوع القيم.. |
|
le faucon.de.eddis مشرف سابقا
المشاركات : 4263 العمر : 113 العمل/الترفيه : natation// etudient المزاج : **-----------** نقاط التميز : 1 نقاط أعجبني : 901 تاريخ التسجيل : 23/03/2009
| موضوع: رد: المرأة المطلقة الثلاثاء 14 ديسمبر 2010, 23:13 | |
| ربي يستر ازواج وزوجات المؤمنين و يهنيهم ان شاء الله
بارك الله فيك على الموضوع الاكثر من رائع |
|
foula عضو جديد
المشاركات : 3 العمر : 32 نقاط التميز : -3 نقاط أعجبني : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2010
| موضوع: رد: المرأة المطلقة الأربعاء 15 ديسمبر 2010, 12:18 | |
| السلام عليكم شكرا على الموضوع الرائع وجدت فالموضوع نوع من الترهيب وهذا جيد بالنسبة للمتزوجة وبالنسبة للمقبلاتت عن الزواج ولاكن بالمقابل يضر كل من عاشت هذه اللحظة ويعتبر بمثابة وضع ملح على جرح او اعادة فتح جرح اخاطه الزمن تقبلو مروري |
|