الاسبرين فؤائد وأخطار يجب الحذر منها
عمل الأسبرين
الأسبرين أحد العقاقير المستخلصة بالأصل من لحاء أشجار الصفصاف. وهو اللحاء الذي تحدث أبو قراط قديماً عن فاعلية تناوله في تخفيف الألم. ومنذ بدايات النصف الثاني للقرن التاسع عشر بدأت بحوث المختبرات في محاولة استخلاص المادة الفاعلة في لحاء أشجار الصفصاف، وتم عزل مادة السليسيليت. إلا أنها كانت عالية في درجة حموضتها، ما يُصعّب تناولها على الإنسان.
وتدخل العلماء الفرنسيون ثم الألمان لحل هذه المعضلة، وتوصلوا إلى استخلاص مادة نقية من الأسبرين، ومتدنية في درجة حموضتها. وكان أن بدأت شركة باير الألمانية إنتاج حبوب الأسبرين في عام 1899، وتم استخدامه كمسكن للألم وخافض لدرجة حرارة الجسم.
واستمر الأمر كذلك إلى منتصف القرن العشرين، و حينها لاحظ أحد أطباء كاليفورنيا أن معدلات الإصابة بالجلطة القلبية بين متناولي الأسبرين أقل مما هي بين من لا يتناوله. وبعد إجراء دراسات وبحوث طبية، تم التأكد من فاعلية الأسبرين في منع حصول الجلطات القلبية. وأصبح من الروتيني وصف الأسبرين لمرضى شرايين القلب.
وبرغم مرور أكثر من 100 عام على بدء استخدام حبوب الأسبرين، لا يزال الباحثون يدرسون ويتعرفون على هذا العقار العجيب. وفي حين أنتجت شركة باير الألمانية كميات قليلة من حبوب الأسبرين لأول مرة في عام 1899، يصل اليوم استهلاك سكان دولة واحدة في العالم، وهي الولايات المتحدة، حوالي 40 مليار قرص سنوياً.
ويعمل الأسبرين على وقف نشاط أنزيمين مهمين في حصول عمليات الالتهابات، هما أنزيم كوكس-1 وأنزيم كوكس-2. والأنزيم، كما هو معلوم، وصف يتخذه العلماء لتصنيف المادة الكيميائية العاملة على إتمام حصول تفاعل كيميائي ما.
ولذا يعمل الأسبرين على خفض حرارة الجسم، عبر عمله على أنزيم كوكس-2 في الدماغ، مما يمنع إنتاج المزيد من مادة بروستاغلاندين. وهذه المادة تعمل بالأصل على إثارة عملية تفاعل جهاز مناعة الجسم وإفرازها للمواد التي تثير المركز الدماغي المعني بتنظيم وضبط حرارة الجسم.
و تخفيف الألم، وخاصة الناجم عن الالتهابات وغيرها، عبر ضبطه إفراز مادة بروستاغلاندين أيضاً. وهذه المادة تعمل أيضاً على رفع درجة الإحساس بالألم في الخلايا العصبية.
أيضا يعمل الأسبيرين على منع حصول تداعيات أمراض الشرايين القلبية. ويتم عبر ثلاث آليات مهمة. الأولى، تقليل رغبة وقدرة الصفائح الدموية على الالتصاق على بعضها البعض واستجابتها لمثيرات ذلك الترسب، وذلك عبر منع نشاط أنزيم كوكس-1.
والثانية، عمل الأسبرين على عدم انقباض الشرايين حال حصول أي مشاكل داخلها. والثالثة، عبر تخفيف الأسبرين من حدة عمليات الالتهابات التي تنشأ في كتلة الترسب الكولسترولية داخل جدار الشريان
الآثار السلبية للأسبرين :-
لا يوجد في الدنيا عقار من دون أي آثار جانبية أو تفاعلات عكسية. وتتفاوت تلك الآثار والتفاعلات في مدى ضررها على الإنسان. والأسبرين أحد الأدوية التي يمكن أن يكون لها آثار سلبية وتفاعلات عكسية بالغة جداً، إلى حد تهديد سلامة حياة الإنسان.
الباحثين من مايو كلينك ، أصدروا تحذيراً هاماً:
لو كان لديك أحد عوامل خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب فلا تندفع بقوة لفتح عبوة الأسبرين لتناول قرص منها. والسبب أن هناك أدوية تتعارض مع الأسبرين، مثل حبوب الوارفرين لزيادة سيولة الدم، والأهم هي ما توصف مجازاً بـ«أدوية»، ومكونة من خلطات عشبية شعبية. وهنا يجب مراجعة الطبيب وإخباره عن تناول مثل هذه المستحضرات، لأن منها، مثل حبوب الثوم وغيره، ما يُؤثر سلبياً على تجلط الدم.
وتلخص المصادر الطبية مخاطر تناول الأسبرين في العناصر التالية:
1. سكتة المخ الناجمة عن النزيف الدماغي.
2. نزيف المعدة
3. تفاعلات الحساسية بدرجات خطرة.
4. طنين الأذن وتدني قدرات السمع.
كما أن متناولي الأسبرين يومياً عليهم إخبار أطباء الجراحة أو الأسنان قبل خضوعهم لأي عمليات جراحية أو في الأسنان، تحسباً لأي مضاعفات في نزيف الدم خلال أي منها.
كما أن مخاطر الأسبرين على المعدة، وخاصة احتمالات حصول النزيف ترتفع بين متناولي المشروبات الكحولية، وهو ما تؤكده إدارة الغذاء والدواء الأميركية. والسبب في ارتفاع احتمالات نزيف المعدة، عند تناول الأسبرين يومياً، هو أن من مهمات أنزيم كوكس-1 العمل على تكوين طبقة من البطانة الواقية لجدار المعدة. ولدى منع هذا الأنزيم من العمل، بفعل الأسبرين، فإن حماية المعدة تتدنى ، وترتفع احتمالات حصول القروح والالتهابات فيها، ما قد يؤدي إلى نزيف المعدة.
وتلخص المصادر الطبية من عليهم عدم تناول الأسبرين، بأنهم من لديهم أحد أمراض نزيف الدم، أي اضطرابات تخثر الدم، ومرضى الربو، ومرضى قرحة المعدة، وأحياناً بعض مرضى فشل القلب.
الأسبرين.. الاستعمالات والآثار الجانبية :-
من أكثر استعمالات الأسبرين تخفيف الألم مثل آلام الرأس والعضلات والتهاب المفاصل، كما أنه يستعمل في خفض درجة حرارة الجسم في حالة الحمى والأنفلونزا ونزلات البرد، ولكن في الآونة الأخيرة قل استعماله لهذه الأغراض بسبب أثاره الجانبية الضارة على المعدة، وظهور أدوية أخرى أكثر فاعلية في تخفيف الألم وأقل آثارا جانبية .
وفي الوقت الحاضر، يستخدم الأسبرين على نطاق واسع بجرعات قليلة للوقاية من الجلطات التي تؤدي إلى أزمة قلبية أو جلطة دماغية وخصوصاً بعد سن الأربعين، وذلك لمنعه تجمع الصفائح الدموية مما يؤدي إلى زيادة سيولة الدم.
ومن العجيب في الأسبرين أن تأثيره على الجسم يعتمد على مقدار الجرعة الدوائية المستخدمة على النحو التالي :-
فالجرعة القليلة من الأسبرين تمنع تجلط الدم.
الجرعة الأعلى قليلاً تقلل من الحمى والألم.
الجرعة العالية تستخدم في تقليل الالتهابات والآلام الشديدة.
يعمل الأسبرين إما
عن طريق تثبيط الأنزيمات اللازمة لتصنيع مادة البروستجلاندين، وهي السبب الرئيسي للإحساس بالألم،
أو عن طريق تأثيره على مركزي الألم والحرارة الموجودين في المخيخ.
الآثار الجانبية
تعتمد الآثار الجانبية للأسبرين على كمية الجرعة وعدد الجرعات، فكلما زادت كمية الجرعات أو عدد الجرعات زادت الآثار الجانبية، وأهمها اضطرابات المعدة على هيئة غثيان وإحساس بحرقة في المعدة، وقد يصل الأثر إلى قرحة في المعدة
ويرجع السبب في ذلك إلى تثبيط الأسبرين لمادة البروستجلاندين التي تساعد على زيادة تصنيع المادة المخاطية التي تحمي المعدة من الوسط الحمضي الذي تعيش فيه، ومن الممكن تقليل هذه الآثار عن طريق تناول الأسبرين مع الأكل، أو تناول حبوب الأسبرين المغلفة، أو أخذه مع مضادات الحموضة وذلك لمعادلة حمضيته.
ومن الآثار الخطيرة للأسبرين النزيف وسيولة الدم، فقد ذكرت دراسة نشرتها إحدى المجلات الطبية أن استخدام الأسبرين على المدى البعيد يحمل في طياته خطر حدوث نزيف داخلي، لذا علـى الأطباء قبل أن يقرروا إعطاء الأسبرين أن يتأكدوا أن فوائده بالنسبة لأوعية القلب تفوق مشكلات العلاج طويل المدى وخطورة الإصابة بنزيف داخلي.
مرض متلازمة راي:-
ولا يستخدم الأسبرين لصغار السن إلا في حدود ضيقة، وذلك لأنه يسبب مرض متلازمة راي Reye,s syndrome، وهو مرض غامض تم اكتشافه لأول مرة عام 1963م على يد الدكتور الأسترالي ردي راي. هذا المرض يسبقه دوما الإصابة بمرض فيروسي مثل الأنفلونزا وجدري الماء،
ومن الأعراض المبكرة لهذا المرض: القيء الشديد والحمى والهذيان، وأحياناً يسقط المريض في غيبوبة، أما الأخطار المصاحبة لهذا المرض فهي: الإصابة بهبوط في وظائف الكبد التي قد تؤدي إلى تراكم المواد السامة في مجرى الدم.
ولا يستخدم الأسبرين للمرأة الحامل إلا في حالات خاصة وتحت إشراف الطبيب المختص لأن الأسبرين قد يطيل فترة الحمل عن الزمن المعتاد، ويؤدي إلى زيادة مصاعب الولادة، وقد يؤدي إلى نزيف الحامل، كما يؤثر على الجنين وخصوصاً في شهور الحمل الأولى.
ومن الأضرار كذلك تناول جرعات كبيرة من الأسبرين، فقد وجد أن الأسبرين هو المادة الأولى في أكثر المواد المسببة للتسمم في أمريكا، وجرعة كبيرة من الأسبرين قد تودي بحياة الإنسان، وذلك بجعل الدم حمضياً مما يؤدي إلى تعطيل عملية التمثيل الغذائي وتعطيل عمل الأعضاء الحيوية في الجسم.
أعراض التسمم بالأسبرين:-
الصداع وقلة السمع وحدوث طنين في الأذنين وعتمة في الرؤية وزيادة في إفراز العرق والإحساس بالعطش وغثيان وقيء مع اضطراب في عملية الهضم وآلام بالجزء العلوي من المعدة.
علاج حالات التسمم بالأسبرين:-
لابد من إحداث القيء، وذلك بشرب كمية قليلة من محلول ملح الطعام، ثم إعطاء المريض لبنا أو عصيراً لتقليل امتصاص الجسم الأسبرين المتبقي، أما في حالات التسمم الشديدة التي يصاحبها تشنج وفقدان الوعي فيجب نقل المصاب فوراً لأقرب مركز لمعاجة السموم، أو مستشفى أو مركز صحي.
وتناول الأسبرين بشكل مستمر له آثار جانبية خطيرة من أهمها: نزيف داخلي في المعدة والأمعاء خاصة المصابين بضغط الدم، وهبوط كلوي وجفاف للجسم. ولتقليل مخاطر الأسبرين يجب استشارة الطبيب قبل استعماله خاصة عند استخدامه لفترة طويلة.
منقول للفائدة
|
|