أغرب وأعجب حكاية

يحكى أنه كان هناك ملك اتسمت أوامره بالغرابة
وكان شعبه ينفذ أوامره دون إبداء أي معارضة
خوفا من بطشه الشديد ...
وكان يصدر في كل فترة أمرا عجيبا.. وعلى الشعب كله أن ينفذه.. وإلا تعرض من يعترض
للشنق علي باب قصره علي مرآى من الجميع!
فمرة يطلب منهم أن يصنعوا حبالا من الرمال
ومرة أخرى... أن يقصوا الهواء !!!!!ولم تكن هذه الأوامر إلا نوعا من التجارب اللامعقولة
ليرى مدى استجابة شعبه لتنفيذ أوامره!!
إلى أن جاء اليوم الذي أصدر فيه أمرا لشعبه أن يقتل كل صغير الكبير!!!
فانطلق الصغار يقتلون الكبار.. حتي لايصبح في البلد كبير غيره..
نفذ أهل البلد ما أمرهم به ( إلا ولد ) قال: والله لا أطيع هذا الأمر ( فالرب واحد .. والموت واحد) فكيف لي أن أخشي ملك لايملك أن يمنع عن نفسه الموت ؟!! وأعصي الله ملك الملوك الحي الذي لايموت ؟!! كيف أقتل أمي وأبي وهما سر وجودي ؟!! وقد أمرني الله أن أرعاهما وأحسن إليهما وأن أدعو الله أن يرحمهما كما ربياني صغيرا ؟!!!
وهنا قرر هذا الأبن أن يخفي أباه وأمه في قبو أسفل المنزل ..!!!!
حتي يأتي الله أمرا كان مفعولا .
وكان ينزل الي القبو محملا بالطعام والشراب ويجلس معهما ويستمع إليهما ولايتركهما إلا عندالنوم ... واستمر هذا الحال أعواما ...
وفي صبيحة أحد الأيام، طاف في المدينه مناد ينادي: اليوم موعدكم لسماع أمر جديد سيصدره
الملك.!!!!!!
وهنا توجهه الشعب إلي ساحة قصرالملك لسماع
ما سيأمر به الملك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهنا انطلق الملك يعلن أن في غضون ثلاثة أيام،
وقبل غروب شمس اليوم الثالث،
علي كل فرد من أفراد الشعب أن يمثل أمام الملك ومعه ثلاثة: ...
صديقه ... وكاتم أسراره ...... وعدوه ..
ومن لم يفعل، سيشنق علي باب القصر!!!...

وهنا احتار الولد.. ولم تكن حيرته بسبب ماقاله الملك،
بل كانت حيرته الشديدة: ماذا سيحدث لأمه وأبيه إن شنقه الملك ؟؟؟؟
من سيطعمهما ؟؟؟ من سيواسيهما ؟؟؟ ماحالهمامن بعده ؟؟؟
وعاد إلي المنزل .. ونزل الي القبو كعادته محملا بما لذ وطاب ... ولكن لم يخف على قلب
الوالدين أن هناك أمرا يخفيه أبنهما ويسره في نفسه ؟!!
سألاه: ماذا بك ياولدنا العزيز ؟؟؟
فتعلل بأنه قد أرهق نفسه بالعمل طوال اليوم .. وليس هناك سبب لما يعتريه.. سوى التعب !!!
لم يصدق الأب والأم روايته، وباتا ليلتهما منشغلين.. حتي عاد اليهما في صباح اليوم التالي محملا بالطعام ... فأقسما أنهما لن يتناولا الطعام إلا بعد أن يبغلهما بحقيقة ما أصابه ؟!!

وهنا بكي الأبن البار وأضطر أن يخبرهما بما كان من أمر الملك ؟؟؟!!! .
وهنا انفجر الوالدان بالضحك، وقالا: هون عليك ياولدنا الحبيب إنه لأمر هين !!!!!

فتعجب الأبن من أمرهما، إلا أنهما سارعا بإبلاغه أنه يتعين عليه أن يذهب إلي الملك ومعه
ثلاثة: صديقه ( كلبه ) وكاتم أســراره ( حصانه ) وعدوه ؟؟؟( زوجته )!!!!
وأخبراه بالمبررات التي سيعرضها على الملك..
إلا مبرر واحد: وهو أن زوجته هي عدوه ؟؟؟
قالا: لن نقول لك لماذا هي العدو سنتركك لتعلم بنفسك هناك!!!!
وقبل أن تغرب شمس اليوم الثالث، وفي تمام الموعد الذي حدده الملك، توجه الشاب راكبـــــا حصانه وخلفه زوجته فوق الحصان ويجــــري أمامه كلبه ...
وأكتشف هناك أن الشعب كله قد تجمهر في ساحة القصر يولولون ويصرخون طالبين أن يرحمهم الملك من العقاب.. حيث أن أحدا منهم جميعا لم يستطع أن يجزم من هو صديقه ومن هو كاتم أسراره ومن هو عدوه ؟؟؟
وهنا صرخ الملك: ألا تطيعون أوامري أيها الرعاع؟؟؟؟
قالوا: بل نطيعها يامولانا ولكننا شقينا بحثا عن الحقيقه ولم نصل اليها ؟؟؟؟؟
وهنا تقدم صاحب قصتنا من شرفة الملك وقال: إلا أنا يامولاي.. توصلت للحقيقة..
قال الملك : تقدم أيها الشاب وأطلعني عليها..
فتقدم الشاب وأشار إلي كلبه قائلا: هذا هو صديقي..
فقال الملك : وكيف تأكدت؟؟؟؟
قال: يامولاي إنه يتقدمني ولا يسير خلفي حتى يتعرض هو للخطر قبلي فيحميني منه ..
وهو لا يخشي أن ينقض مدافعا عني تجاه أي مخلوق مهما كانت عظمته.. وعليك يامولاي أن تقترب مني محاولا ضربي.. فستجده هجم عليك من أجلي غير حاسبا أي حساب لملكك وسلطانك!! فأنا وحدي الذي أعنيه وأنا وحدي الذي يضحي بحياته من أجلي !!!
( فكتم الملك أعجابه انبهاره بحجة الشاب)
وعاد يسأله: ومن هو كاتم أسرارك؟؟؟ وماحجتك ؟
فقال الشاب : أنه ( حصاني ) أذهب به لأي مكان فلا يشي بي لأحد أين كنا وماذا فعلنا حتى
وإن قتلت أمامه أو سرقت لايبلغ أحدا عن فعلتي حتي وإن ضربوه وعذبوه وهددوه بالملك ؟؟؟!!!
(فأذاد أعجاب الملك وقبل أن ينطق وأين عدوك)
نزلت زوجة الشاب مسرعه من فوق الحصان..
وقد استشاطت غضبا، فأنطلقت تقول بلا إستئذان: أيها الخسيس الجبان لم يعد معك غيري ... أذن أنا من تحسبه عدوك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أهذه هي مكافأتي عندك بعد كل هذه السنوات التي كنت أعلم فيها أنك تخفي أباك وأمك بقبو المنزل ؟؟؟ بعيدا عن أعين الملك وحراسه ... كان عليّ منذ زمن بعيد أن أشي بك أيها الخائن!!!!
ليكون جزائك الشنق أنت وأهلك ... أشنقه يامولاي الملك أشنق أباه وأمه قبله حتي تحرق
قلبه أمام عيني ...و... و... و.......
ونظرالشاب إلي الملك وقال مقاطعا إياها:(حيث أنه لم تعد هناك قوه علي الأرض تستطيع أن تجعلها تتوقف حتي قوة الملك نفسه) : وكما رأيت وسمعت يامولاي أفصح ( عدوي ) عن نفسه حتي دون أن تسألني أو تسأله !!!!!
فقال الملك: ولكنك أنت جئت بها على أساس أنها عدوك.. فالكلب صديقك والحصان كاتم أسرارك.. فمن بقي ليكون عدوك؟ لم تبق إلا زوجتك.. لذلك معها حق..
ممن أستقيت علمك وخبرتك ومعرفتك وحكمتك ؟
فأجاب الشاب : من والدي ووالدتي هذان الكبيران الذي لم أجد لحياتي معنى إن أنا نفذت أمرك السابق بقتلهما يامولاي.. وقررت أن أعيش معهما .. حتي يأتي اليوم الذي يصلك فيه أنني عصيت أمرك فتقتلني معهما ... وهاهو اليوم يامولاي قد أتي ... فاقتلني فأنا علي إستعداد!!!!
وهنا أفصح الملك عن إعجابه بوفاء هذا الشاب البار بوالديه وأعلن عفوه عنه وعنهما ...
وطلب منه أن يصبح وزيرا ومستشارا له في أمور الحكم حيث أنه الوحيد في كل الشعب الذي لديه والدان كبيـــــــــــــــران ... يمتلكان حكمة المجربين... ويكتسبان خبرات السنين ...

وأباح لزوجته أن تطلقه وتزوج منها الملك لأنها كانت رائعة الجمال،
وجعلها رئيسته في عمله، حتى يعيش طول حياته مطيعا لها، تكفيرا منه على ظلمه لها..