<blockquote style="margin-left: 0px;" dir="rtl">
أرجوكم إخواني أكملو القراءة حتى النهاية
لعل شهيتنا تنفتح للقراءة و نتغلب على هاته المعظلة التي أصابتنا[/
</blockquote>
"أفكارنا بين الفشل و النجاح"
<blockquote style="margin-left: 0px;" dir="rtl">
]إن
الفشل الذي يعطي للإنسان فرصة إعادة مراجعة أوراقه ثم الإنطلاق في هاته
الحياة من جديد ليس بفشل، بل محطة هامة يجب على الشخص الإعتراف بها و
الوقوف عندها. فأن يدرك الإنسان نقاط الضعف لديه خير له من أن يبقى تائها
مزهوا بنجاح خدّاع يُمكن أن ينقلب عليه في أية لحظة ويتركه يرثي حظه في ما
تبقى من أيام عمره. جميل أن يعلمنا الفشل و يعطينا دروس النجاح حتى نتمكن
من أخذ و إستخلاص العبر، فبذلك يمكننا أن نعيد رسم مسار حياتنا و أن نقف
عند الهفوات و الزلات لنعيد تصحيحها قصد إنقاذ كل جميل من براثن الضياع.[/size]</blockquote>
]أنا
هنا أتحدث عن الفشل كحافز ودافع للإنطلاق إلى الأمام وليس ذلك الفشل الذي
يأتي على الأخضر و اليابس و يسلب من الإنسان إرادته الحرة مما يجعله في
غالب الأحيان يتخبط بعشوائية في إنتظار فرجٍ قد يأتي وقد لا يأتي. فأمثال
هؤلاء مستقبلهم كله مرهون إلى تقلبات و تغييرات الأيام لعلها تجود عليهم
بشيء من الحظ لينهضوا من جديد و يتداركوا ما فاتهم. هكذا هي الحياة يجب
علينا أن نتقبلها بحلوها و مرها فليس هناك فشل يدوم، يكفي فقط أن يعي
الإنسان واقعه ومحيطه وما يدور فيه حتى يستنهض عزيمته وهمته من جديد باحثا
عن أسباب الفلاح و النجاح.[/size]]من أصعب الضربات
التي تتلقاها طموحات الإنسان هي عندما ينزل عليها الفشل بغتةً كالصاعقة
وهي لازالت في مهدها أي قيد التشكل. فكم من حلم و أمنيةٍ إغتيلت في مهدها
بضربة قاتلة قادمة من الفشل فتتحطم أحلام صاحبها على كف المستحيل، مما
يُردفه طريحا في الأرض متثاقلة عليه أعضاءه من كثرة الهم و الحزن، فتراه
ييأس و يقنط ويتخلى عن كل جميل تحت إسم المستحيل. عندها تجد لسان حاله
يقول و يردد أنا دائما فاشل، هذا صعب، لا أستطيع، لن أنجح، كل شيء يمشي
ضدي، لست محضوضا، وكثيرة هي تعابير الفشل. [/size]
أمثال هؤلاء
يُشيّعون جثمان أحلامهم و يخذلون أنفسهم بأيديهم، بل منهم من يرتكن إلى
الفشل و يستحلي ما أصابه بدون أن يُكلف نفسه عناء النهوض من جديد و
التنقيب عن طرق أخرى للنجاح. نعم كثيرة هي الأشياء التي فشلنا فيها و ما
عدنا نحلم بها و بتحقيقها، ولكن هذا ليس بحجة ضد طموحاتنا كي نتعاون مع
الفشل على قتلها. نحن محتاجين إلى نصرة طموحاتنا و أمانينا و السمو بها من
مراتب الفشل التي تُسقطها في الحضيض إلى مراتب النجاح التي تُعليها نحو
القمة. ماذا سيُفيدنا التكاسل و التخاذل و الهروب إلى الظلام خوفا من
صدمات الحياة؟ فلنرجع إلى النور و نتعلم العمل بمنطق الصبر و الثبات و
الكفاح من أجل طرد العجز و الكسل من حياتنا. فبذلك سنجتاز المسافات و
نخترق حواجز الفشل و الكسل وصولا إلى نتيجة تُرضي تطلعاتنا.
بعض الطلاب في
الجامعات يقعوا ضحية تلك التعابير التي تُثبط العزم و تغتال إرادة الإنسان
لتحقيق النجاح. فعوض أن ينظر المرء إلى الفشل كحافز جديد و منطلق للنهوض و
المحاولة مرة أخرى لتسلق درجات العلى تجده ينظر إليه بعكس ذلك فينكسر
خاطره و يتخلى عن كل أسباب النجاح. هنا ليس الفشل هو من أفشل الطالب وإنما
إختياره بمحض إرادته التوقف و التخلي عن المطالبة بأسباب النجاح، فهذا
التوقف هو من أفشله. إن الذي يطمح لبناء مستقبل واعد و زاهر ليس عليه أن
يبقى حبيس فشلٍ مرّ به في الماضي، بل يجب عليه أن يفكر كيف يُحقق
النجاح في حاضره لأن ما يفعله الإنسان في الحاضر هو الذي يصنع الفرق بين
ماضِ حالك و مستقبل من الممكن أن يكون زاهرا إِن عمل لهذا المستقبل في
حاضره و أخلص العمل بجد.
أتذكر قصة قصيرة قرأتها يوما ولم أجد لها أفضل من هذا العنوان ]"عندما يصبح النوم داخل الفصل نعمة]"
تحكي عن أحد الطلاب الذي سها و نام داخل مدرج الجامعة أثناء حصة
الرياضيات. فلم يُقِضهُ من غفوته إلا ضجيج الطلاب وهم يجمعون كتبهم للخروج
بعدما أن إنتهت الحصة. الطالب تنبّه بسرعة ورأى مسألتين مكتوبتين على
السبورة، فقام على الفور بتسجيلهما في دفتره و خرج. بعد أيام حاول حل تلك
المسألتين فوجدهما أصعب ما يكون بحيث لم يسبق له أن صادف مسألتين في قمة
الصعوبة كتلك، إلا أنه فكر مليا وظل يفكر ثم يُفكر للوصول إلى الحل. كلما
بدت له إشارة موصلة إلى الحل يسلكها فتنتهي به بخيبة أمل. ولكن ذلك كان
يُقويه و يُذكي من عزيمته و يشحذ همته مُجبرا إياه على المواصلة، بل إقتنع
في قرارة نفسه على أن ما دامت هناك طرق تبوء بالفشل فربما عما قريب سيسلك
أخرى تنتهي به إلى النجاح لا محالة. بعد أيام من المحاولات وكم هائل من
الأوراق توصل هذا الطالب إلى الحل. فعاد إلى الأستاذ بعد أسبوع وبنفس
الحصة وهو مرهق من كثرة التعب الذي سببته له تلك المسألتين فقدم له الحل.
تعجب الأستاذ وقال له إنني كتبت للطلاب تلك المسألتين كمثال عن المسائل
التي عجز العلم أن يجد لها حل وها أنت وجدت لإحداها الحل.
قصة
هذا الطالب ليست دعوة إلى النوم داخل الفصل وإنما هي دعوة إلى تحطيم
القناعات السلبية التي تخيم و تعشش في عقل الإنسان فتمنعه من الإجتهاد و
المثابرة. فالفكرة بحد 1]العلم عجز عن إيجاد حل لهاتين المسألتين[/] الكثيرين
من العلماء و أقعدتهم عن المحاولة إعتقادا منهم أن لا حل لذلك. فالذي
إغتال طموحهم هنا في العمل من أجل التوصل إلى الحل هي تلك القناعة أو
المقولة السالبة لكل إرادةٍ حرة. ذلك الطالب نجا من تلك القناعة بسبب
غفوته، وإلا لكان حتى هو سمع لشرح الأستاذ وخرج مصدقا بأن العلم لا يستطيع
أن يقدم حل لتلك المسألتين و بالتالي سيُكمل نومه في المنزل بإنتظار حصص
جديدة في الرياضيات. فكثيرة هي إذن القناعات السلبية أو السالبة لإرادتنا
و لطموحاتنا سيطرت علينا و استحكمت قبضتها على عقولنا. فهي لا تحتاج منا
سوى أن نحطمها برغبةٍ جادة و توكل على الله سبحانه و تعالى للقضاء عليها
حتى نشق طريقا لأنفسنا بقوة من حديد نحو القمة. أما من يؤمن بها و يتخذها
كمنطلق قبل الإقدام على أي عمل، آنذاك أمثال هؤلاء سرعان ما سيدب القنوط
إلى نفوسهم ويستسلموا لمطرقة المستحيل التي تُهشم إرادتهم في الخلق و
الإبداع.
[هناك
من لديهم أفكار رائعة و جميلة تمكنهم من طرح العديد من الحلول لبعض
القضايا الشائكة، فتجدهم يُتقنون مهارة و فن التفكير. نظريا كلامهم دائما
معقول و ليس فيه أي عيب أو خلل، إلا أنه دائما تبقى نظرياتهم أو تنظيرهم
لبعض الأمور مجرد أفكار تدور في عقولهم ولا تجد سبيل للتحرر و الخروج إلى
أرض الواقع، بل تبقى حبيسةً و حكرا فقط على صاحبها بدون أن تخرج للمجتمع
كي يستفيد منها الناس في حياتهم اليومية. ربما الكثير سيعتبرون ذلك فشلا،
لأن ما هو غير محرر في هذا الواقع ليستفيد منه الناس فسوف يعتبر فشلا لا
محالة ما دام نفع ذلك غير ساري المفعول. هذا و لا يجب علينا أن ننسى بأن
كل ما هو مشاهد الأن في هذا الواقع من أدوات صناعية نسجتها أيدي البشر
كانت عبارة عن فكرة في ذهن أصحابها، ثم سرعان ما تُرجمت هاته الفكرة وصارت
حقيقة ملموسة و نفعها لا يمكننا إنكاره.
لنأخذ
مثلا وسائل النقل و المواصلات، أفكار جريئة إيجابيتها أكبر بكثير من
سلبياتها. إذن هاته الأفكار الجريئة التي كانت في الأصل مجرد أفكار
و تُرجمت على أرض الواقع تستحق منا الوقوف عندها و إعتبارها أفكار ناجحة
نظرا لعظيم فائدتها. أما من يحتفظ بأفكاره بداخله ولا يعمل أي جهد
لإخراجها إلى أرض الواقع فتلك أفكار فاشلة ما دامت عديمة النفع لا يُستفاد
منها. و لا ننسى أن هناك فشل من نوع آخر، هناك من يحاول أن يكون عملي أكثر
من اللازم فلا يبخل بجهد في العمل حتى يُفيد مجتمعه، إلا أن أعماله غير
مؤطرة بأفكار معينة باعتبارهاته الأخيرة قاعدة أو مرجع لإنجاح أي عمل،
فتجد هناك تخبط في العمل مما يُعجل بفشل هذا الشخص. وخلاصة القول هنا هي
هاته المقولة: "ينقسم الفاشلون إلى نصفين:]"ينقسم الفاشلون إلى نصفين: هؤلاء الذين يفكرون ولا يعملون، وهؤلاء الذين يعملون ولا يفكرون أبداً."[ (جون تشارلز سالاك)
[/justify]
[IDESALIM]
|
|