مبروك عضو نشيط
المشاركات : 92 العمر : 42 نقاط التميز : 73 نقاط أعجبني : 80 تاريخ التسجيل : 28/06/2008
| موضوع: ذباب أخضر الإثنين 06 أكتوبر 2008, 13:41 | |
| أَلمشهد هُوَ هُوَ. صيفٌ وعَرَقٌ، وخيال يعجز عن رؤية ما وراء الأفق. واليوم أفضلُ من الغد. لكنَّ القتلى هم الذين يتجدّدون. يُولَدُون كُلَّ يوم. وحين يحاولون النوم يأخذهم القتلُ من نعاسهم إلى نومٍ بلا أحلام. لا قيمة للعدد. ولا أَحد يطلب عوناً من أحد. أصوات تبحث عن كلمات فى البرية، فيعود الصدى واضحاً جارحاً: لا أَحد. لكن ثمَّـةَ من يقول: من حق القاتل أن يدافع عن غريزة القتل . أمَّا القتلى فيقولون متأخرين: من حق الضحية أن تدافع عن حَـقِّها في الصراخ .
يعلو الأذان صاعداً من وقت الصلاة إلى جنازات متشابهة: توابيتُ مرفوعةٌ على عجل، تدفن على عجل... إذ لا وقت لإكمال الطقوس، فإنَّ قتلى آخرين قادمون، مسرعين، من غاراتٍ أخرى. قادمون فُرَادى أو جماعات... أو عائلةً واحدةً لا تترك وراءها أيتاماً وثكالي. السماء رماديَّةٌ رصاصية، والبحر رماديٌّ أزرق. أَمَّا لون الدم فقد حَجَبَتْهُ عن الكاميرا أَسرابٌ من ذباب أَخضر! *** صيفٌ خريفيٌّ على التلال كقصيدةٍ نثرية. النسيم إيقاعٌ خفيف أحسُّ به ولا أَسمعه فى تواضُع الشجيرات. والعشب المائل إلى الأصفرار صُوَرٌ تتقشَّفُ، وتُغرى البلاغة بالتشَبُّه بأَفعالها الماكرة.
لا احتفاء على هذه الشِعاب إلَّا بالـمُتاح من نشاط الدُوريّ، نشاطٍ يراوح بين معنيً وعَبَث. والطبيعة جسدٌ يتخفَّف من البهرجة والزينة، ريثما ينضج التين والعنب والرُمَّان ونسيانُ شهواتٍ يوقظها المطر. لولا حاجتى الغامضة إلى الشعر لَـمَا كنت فى حاجة إلى شيء ـ يقول الشاعر الذى خَفَّتْ حماسته فقلَّت أخطاؤه.
ويمشى لأن الأطباء نصحوه بالمشى بلا هدف، لتمرين القلب على لامبالاةٍ ما ضروريةٍ للعافية. وإذا هجس، فليس بأكثر من خاطرة مجانيّة. الصيف لا يصلح للإنشاد إلّا فى ما ندر. الصيف قصيدةٌ نثريَّةٌ لا تكترث بالنسور المحلِّقة فى الأعالي
|
|
|
|
djalal مشرف
المشاركات : 2225 العمر : 26 العمل/الترفيه : طالب / متمدرس المزاج : نورمال الإقامة : bousaada نقاط التميز : 0 نقاط أعجبني : 260 تاريخ التسجيل : 13/05/2008
| موضوع: رد: ذباب أخضر الخميس 13 مايو 2010, 10:41 | |
| |
|