التدريـــس بالعاميّــــــة .. ولغـــــة ولـــــــدي .. (من خواطــــــــري)

.. وجدتُ نفسي غير محتاج للإبحار في تفاصيل موضوع (التدريس بالعامية لأطفال الحضانة والسنة الأولى والثانية ابتدائي) الذي خرجت به علينا وزيرة التربية وطاقمها ، وتهاوت كلّ تبريراتها وشروحها وتنظيراتها أمام كلمات ابني الصغير ذي الأربع سنوات -وهو الذي لم يلتحق بالحضانة بعد ولا يسمع في بيت والديه إلا الدارجة ونزرا من الفصحى - وهو يخاطبني تارة بالحرف الواحد : (أبي ضع حزام الأمان) .. وأنا الذي لم أسمّيه مذ وعيت إلاّ (السانتورة) رغم أنّني نهلت من لغة القرآن وشربت حتى ارتويت - وأنا ابن القسم الأوّل الذي افتتحت به المدرسة الأساسيّة - .. ويكلّمني ابني تارة أخرى بعد إلحاحي عليه بلهجتي الدارجة بأن يتناول الطعام قبل أن ينفد ، فيردّ عليّ قالبًا يديه بلغة فصيحة ( لا تقلق يا أبي .. لا يزال هناك المزيد من الطعام) !! ... أمّا الحوار العربيّ القحّ الذي يتبادله مع ابن عمّته وهما يلعبان فهو حوارٌ يستحقّ التدوين حقّا .. ولازلت أنا نفسي أتساءل : من أين لهؤلاء الأطفال بهذه الفصاحة ؟ وكيف فهموا تلك الكلمات ووعوا استخدامها ؟؟ .. لا أظنّ أبدًا أن ساعةً أمام التلفاز كافية لذلك .. شيءٌ باطني مّا في الدّم والجينات والوجدان يجذب هاتيك "الملائكة" بقوّة إلى أصولها .. رغم أنف من يحاولون أن يثبتوا لنا غير ذلك ...

التدريـــس بالعاميّــــــة .. ولغـــــة ولـــــــدي .. (من خواطــــــــري)

التدريـــس بالعاميّــــــة .. ولغـــــة ولـــــــدي .. (من خواطــــــــري)

المواضـــــــيع المشابــــــهه