الردّ على العمود الذي كتبه سعيد بن زرقة بعنوان :
(ليلــى علــوي والحــاج برهــوم)
تفضّلت جريدة (الحياة) اليومية الصادرة اليوم السبت 13 جوان 2015 في عددها رقم 468 ص 19 بنشر ردّنا على ما ورد في (عمود قهوة مرّة) في نفس الصحيفة ، وهو العمود الذي كتبه سعيد بن زرقة بعنوان (ليلى علوي والحاج برهوم) ... الشكر للأستاذ (حسان زهّار) وطاقم الجريدة الذين وفّوا بوعودهم ، والشكر الجزيل لمن ساهم في تحرير هذا الردّ ،الأساتذة الأفاضل : محمّد بن عبد الرحمن بن صالح ، مالك طيبي، إبراهيم طاهري ، والشكر الحارّ وخالص الإحترام بعد ذلك لكلّ من وقّع باسمه وصفته من مثقفي ومثقفات وناس أولاد سيدي إبراهيم من البطال إلى الدكتور ومن الطالب إلى الموظّف ومن التلميذة إلى الجدّة الفاضلة ...
الردّ على العمود الذي كتبه سعيد بن زرقة بعنوان (ليلى علوي والحاج برهوم)
(مع قائمة إمضاءات)
طالعنا سعيد بن زرقة في جريدة (الحياة) اليومية ، العدد رقم 463 الصادر يوم الأحد 07 جوان 2015م في عمود (قهوة مُرّة) بكلمات كانت أمرّ في حلوقنا من قهوته ، وتركت لدى كلّ قارئ وقارئة من أولاد سيدي إبراهيم الغول استياء شديدا وتذمّرا كبيرا ، لما عجّ به نصّه التافه من السخافات والإفتراءات والتزوير .. حتى يشكّ القارئ أنّ كاتبها فعلا يمتّ إلى "الأدب" - الذي يدرّسه ويزعم أنه يتعاطاه- بصلة!! ، فأردنا أن نسجّل – نحن مثقفي ومثقفات أولاد سيدي إبراهيم – مجموعة من التحفّظات مفصّلة في النقاط التالية :
- العنوان : (ليلى علوي والحاج برهوم) فيه استخفاف وامتهان في الكلمات التي اختارها له ، وذلك في قرن اسم رمزٍ من رموز العلم والولاية والصلاح والشهادة باسم شخصيّة معروفة بمواقفها المعادية للجزائر وشهدائها.
- قوله عن عرش أولاد سيدي إبراهيم الغول : (أكبر عرش منتج للجمال)، هو قولٌ سمج لا معنى له ، فالجمال موجود في كلّ ربوع الجزائر وليس مقتصرا على منطقة معيّنة ، وهو تعبير ينمّ عن عقدةٍ مرضيّةٍ مستحكمة وسطحيّةٍ فجّة لا تليق بمستوى كاتب أديب ، فاختصار مواصفات نساء بلده الفاضلات في مجرّد جمال الجسم والهيئة، يشي بعقدةٍ مَرَضِيّة شاب عليها الكاتب (كما اعترف هو نفسه في بداية نصه، من مطاردة الفتيات في الطرقات.. إن صح هذا الزعم النرجسي منه!) ، وقد تناسى الكاتب - جهلا منه أو تجاهلا- أنّ ما ميّز بنات سيدي إبراهيم، وجعلهنّ مضرب الأمثال حتى تغنّى بهنّ الأدباء والشعراء الفحول ، هو العفة والطهارة والصلاح والعلم، والذكاء الحاد، وحفظ القرآن، وتربية أجيالٍ من العلماء والمتفوّقين من الرجال والنساء.. إلى غيرها من المواصفات التي لم يَرْقَ مستوى الكاتب إلى إدراكها.
- جَمَعَ الكاتب في أسلوب كتابته للمقال بين هلهلة المبنى - لغةً وإعرابا- وتهتّك المعنى - مضمونا ومحتوى- والفجاجة والوقاحة التي يأنف كل ذي "نيف" من الجزائريين عن التفـوّه بها..
- الخلط الفاحش الذي وقع فيه بين الإبراهيمين : إبراهيم السلامي البحري – دفين الأميرالية والقادم مع بربروس ، والشهيد الذي ارتقى في ساحة الشرف في المعارك ضدّ الإسبان ومقامه معروف ومحترم وعليه قبّة مشهورة ، وإبراهيم الغول (ابن إبراهيم السلامي) وهو دفين بوسعادة ، وتسمية (الغـول) كما ورد في كتب التاريخ (يُنظَر كتاب تعريف الخلف برجال السلف للشيخ الحفناوي) تعني : التغـوّل في العلم والولاية ، أي بلوغ الدرجات العليا منهما ، وليس ما ذهب إليه الكاتب – الذي يبدو جاهلا بتاريخ بلاده – من الإشارة إلى أصلها التركيّ مقارنًا إيّاها بطريقة اعتباطيّة بلقب الرئيس التركيّ السابق عبد الله غول ، هذا بالإضافة إلى أنّ المصادر والدّراسات التاريخيّة الأكثر عددا تشير إلى أنّ إبراهيم السلامي كان عربيا قحّا من الذرية الحسنيّة الطاهرة، إلا أنّه قدم من تركيا حقيقة.
- قوله أنّ إبراهيم السلامي كان (مزواجا) ورَبطُهَا بنتيجةٍ توصّل إليها بهذا الوصف وهي أنّ سيدي إبراهيم أغرق أولاد سيدي إبراهيم بالأندلسية والتركية والشامية والبغدادية والأُوكرانية والمالطية ... الخ ، هذا الكلام فيه تجنٍّ وتزويرٌ فاضح ، ولا نعرف من أين أتى به الكاتب ؟؟ .. ربّما هو من بنات خياله القصصي .. أو قد وسوس له به شيطانٌ آخر غير الشيطان الذي ذكره ؟؟ ، أمّا ما هو ثابتٌ عندنا فهو ثلاثة زيجات عقدها جدّنا الأكبر وعند البعض زيجتان فقط .. فقد تزوّج – وهو الرّجل العالم الذي كان يجدّ في طلب العلم ويشدّ الرّحال إلى حواضره ومشايخه – ببوسعادة من السيّدة مريم الشريفة وهي أمّ سيدي إبراهيم الغول ونسبها معروف وموثّق ، وتزوّج مرّة أخرى ببلاد القبائل الصغرى من امرأة أمازيغية حرّة أنجبت له إبراهيم البكري ، والثالثة في عنّابة – على اختلاف الروايات - ولم ينجب منها ، ثم ناداه منادي الجهاد فاستشهد مرابطا في سبيل الله .. فمن أين أتت الأندلسية والتركية والشامية والبغدادية ... الخ ؟؟ .. إنّها فقط خيالاته المريضة.
- لفظـة (برهوم) - التي يقصد بها سيدي إبراهيم السلامي أو ابنه وكلاهما مِن رفعة المقام ونصاعة التاريخ وسموّ المكانة مَن هما – فيها من التقليل والإستخفاف والتهكّم ما فيها ، خاصّة وأنّه أردف قائلا : (وهو اسم الدّلع) ، والسؤال : هل يليق بصحفيّ يدّعي الإحترافية والموضوعيّة أو قصصيّ يحترف الكتابة الأدبية الراقية التي تحترم الإنسان والقيم ، أن يلقّب رجلا ورمزا مشرق التاريخ بهذا الأسلوب الساقط المبتذل ، وأن يمتهن جزءا من تاريخ بلاده بهذا التهوّر ؟؟ .. والأغرب حقّا هو جَمعُهُ بين صورة التقليل والتهوين في ذلك اللقب ثمّ ذكره لاستشهاد جدّنا ، الذي يعتبر استشهاده أبلغ ردّ على سخافة هذا اللقب وسخافة من لقّبه به.
- كان الأولى بالكاتب أن يكون مدقّقا – شأن أيّ صحفيّ- فلا يسقط كلمةً من اسم البلدية التي تحمل اسم هذا الرمز وهي : "بلدية أولاد سيدي إبراهيم" كما هو موثّق في إدارة بلادنا وبلاده الجزائر بدلاً من "أولاد إبراهيم" بقصد التقليل والتحقير ..
- ثمّ يقول أنّه إنّما أورد مقدّمته – التي جاءت في أكثر من 160 كلمة ، وأكثر من 20 سطرا ، بينما جاء الجسم في أقلّ من 40 كلمة وأقل من 5 أسطر.. وهو شيء غريب لم نسمع به في علم الصحافة !! - كي يردّ الإعتبار لجمال المرأة الجزائريّة ...الخ ، ولسنا ندري ما وجه الربط بين ما أسهب فيه من التزوير والإساءة والجراءة وبين "ردّ الإعتبار" الذي زعمه ، وغاية ما قام به حقيقةً هو محض التشويه للجمال الحقيقيّ لسيّداتٍ فُضلَيَاتٍ سُمّين على مرّ التاريخ – احترامًا وإجلالاً- (بنات أبي العدل) - نسبةً إلى جدهنّ الصالح التقي العادل ... وأنهن ورثن منه التّقى والصلاح- وتغنّى بخصالهنّ الطاهرة ثلّة من الشعراء والكتّاب ..
- إنّ كلّ من يتتبع (الأدب الساخر) و ( الصّحافة الساخرة) يعرف أنهما يحملان رسالة فيها من القوّة ما يهزّ أركان الكيانات البالية ليحقق التغيير، و إن تعمّد كسر الحواجز المُتَعَارف عليها فإنّه لا يجرؤ على تعدّي أخلاقيات الكتابة ، ولا يتعمّد التشهير والإساءة إلى شخص أو عائلة أو عرش بذاته تشهيرا صريحا لا يتموقع على هامش النّص بل في محوره وموضوعه الأساسي... وهل يُسمّى - برأي مثقفٍ حصيف- أدبًا ساخرًا أو إبداعا نصٌّ كنصه هذا لا يخرج القارئ بعد قراءته بفكرة أو انطباع أو متعة ما ؟ باستثناء شعورٍ بالتقزز أمام شطحاتِ خيالٍ موبوء لنصٍّ يخلو – أدبيّا- مـن أي انسجام وتناسق ؟.!
- في الأخير : تمنينا أن يبقى الكاتب في رواق الرواية والقصّة اللتين "يحسنهما .. أو لا يحسنهما " ، وأن يتجنّب إثارة ما من شأنه الإساءة إلى تاريخ الرجال الشرفاء والنساء الشريفات ، وتحريف التاريخ وتزويره ، كما ندعوه إلى تقديم اعتذار رسمي لهذا العرش الكبير الممتدّة أغصانُهُ الطيبة شرقا وغربا.....
مجموعة من مثقفي ومثقفات أولاد سيدي إبراهيم الغول
الثلاثاء 08 مارس 2022, 19:54
موضوع: الردّ علــى العمـــود الــذي كتبــه سعيــد بــن زرقـــة بعنـــوان (ليلــى علــوي والحــاج برهــوم) 
