عن جهد شيخنا الحفناوي ودوره في النهضة الجزائرية الحديثة
جمع ونقل الأستاذ : إبراهيم طاهري
شكر خاص لفضيلة الأستاذ فؤاد القاسمي
... تتمثّل قيمة كتاب (تعريف الخلف برجال السّلف) للشيخ الحفناوي في كونه محاولة موفّقة جدّا لإحياء التراث الوطني ، الذي كان يعاني من الحرب الثقافية الإستعمارية من جهة ، والإهمال والنسيان من الجزائريين أنفسهم الذين سحقتهم ظروف البؤس والحرمان من جهة أخرى ، وظهوره يعبّر عن موقف شجاع أعلن فيه صاحبه عن تباشير النهضة العربية الإسلامية التي بدأت تلوح في أفق البلاد بعد عقود الظلام الدّامس ...إنّ الإشارات الجريئة والجيّدة التي ذكرها الحفناويّ في مقدّمة كتابه عندما يشيد بالسلف الصّالح- الذين تركوا آثارا تدلّ على حضورهم بعملهم المنير المستنير - لفتةٌ لا يذكرها إلاّ المخلصون للبلاد والعباد فيشيد بجهودهم ، ويتأسّف لمن أمعن في نكران تاريخهم وعقوق آثارهم (كما يفعله بعض الأقارب والأباعد معه اليوم للأسف) مقابل اهتمام الغرب برجالهم ... بينما نحن في نفس المقام نراوح ونجحد بعضنا ونمازح ... لقد حمل كتاب الشيخ الحفناوي تأكيدا واضحا على الخصوصيّة الثقافية للشّعب الجزائريّ في مواجهة الآخر ممّا يكشف عن البعد النهضوي والتطوّر الواعي الذي ميّز هذا العمل التاريخي الهامّ ..... ورغم أنّ نيّة الإدارة الإستعمارية من تأليف الشيخ الحفناوي لكتابه (تعريف الخلف برجال السلف) كانت هي المحافظة على طابع الجزائر الإسلامية – الفرنسية فإنّ الشيخ الحفناوي بفضل ذكائه واجتهاده وتجرّده قد عكس كلّ توقّعات الفرنسيين ، فقد بعث كتابه في النفوس الحميّة الوطنيّة ، والغيرة على التراث ، والإعتزاز بالآباء والأجداد ، ويمكن اعتبار ظهوره صفحة جديدة في اليقظة والشعور بالذات السياسيّة ، سيما في الوقت الذي كانت فيه مدرسة النخبة المتفرنسة تدعو إلى الإندماج الكلّي في فرنسا والتخلّص من كلّ روابط الماضي ...
عن الدكتور : خير الدّين شترة بتصرّففي الصّورة : العلاّمة سيّدي أبو القاسم الحفناوي يتوسّط ابن أخته محمّد المكّي بن الشيخ المختار القاسمي على اليمين، وعلى يساره الشيخ عبد الحفيظ القاسمي وكلاهما تتلمذ عليه.
|
|