قالوا : ( ربّـي يخلــف علــى الشجــرة ومــا يخلفــش علـى قاطعــها)
غريــبــة :.. كنا نسمع هذا الكلام وغيره من الكبار من مثل ما كانوا يردّدونه أثناء عمليّة الغرس : (الزارع الله والنابت الله ، واللي كِلاَ -أكل- حبّة في سبيل الله) ، فأصبح هذا جزءا من ثقافتنا ... فكنّا نحبّ الشجرة والتشجير ونوليهما عناية كبيرة ، فنسقي ونحمي ونزبر ... واليوم حلّت محلّ هذه الثقافة البنّاءة ثقافة القطع والكسر والإقتلاع للأشجار البعيدة عن السكنات .. والبخل بزخّة ماء للأخرى القريبة ... حتى على مستوى النّصح والتوعية بالكلام ، وجدتُ شخصيّا شبه امتعاض وبخلا من بعض الذين كلّمتهم ممّن لهم يدٌ في التربية والتوجيه والإرشاد !! ...قال لي واحدٌ من الشباب : يا أستاذ ، نعرف أشجارا كثيرة وكبيرة ومعمّرة نمت بقدرة الله في الجبال والوديان ، ما رعاها وما سقاها سوى الله تعالى ، وما قطعتها الأنعام ولا الدوابّ ولا الهوائم ... فلمّا ظهر في حياتها الإنسان طالها القطع والتدمير ... أفتكون العجماوات أفضل حالا منّا ؟؟..
وزار ضيف مرموق بلدة الدّيس -بلدتي- فقال :
( نعمت البلدة ونعم أهلها .. لو أنّهم كانوا أكثر عناية بالشجرة والتشجير ) ...الحاصل : لابدّ من استثمار كلّ الطرق والمؤسسات والأساليب المناسبة لإعادة غرس قيمة وثقافة حبّ الشجرة والعناية بها من أجل خلق بيئة جميلة وصحيّة لنا وللذين يأتون من بعدنا من أبنائنا ...
|
|