طاهري إبراهيم مشرف
المشاركات : 1748 العمر : 50 العمل/الترفيه : موظف/الكتابة والشعر المزاج : هادئ ومتأمّل الإقامة : أولاد سيدي ابراهيم نقاط التميز : 518 الأوسمة الذهبية : 0 نقاط أعجبني : 1572 تاريخ التسجيل : 12/11/2012
| موضوع: فــي ذكــــرى المولـــد النبـــويّ الشريـــف : الشعـــراء والمادحـــون فـــي أولاد سيــدي إبراهيـــم ... الإثنين 29 ديسمبر 2014, 11:34 | |
| في ذكرى المولد النبويّ الشريف : الشعراء والمادحون في أولاد سيدي إبراهيم
بقلم الأستاذ : إبراهيم طاهري
... ونحن نعيش أجواء الإحتفال بمولد خير البشر سيّدنا محمّد - صلّى الله عليه وسلّم - نتذكّر في هذه الأيّام شعراء الحضرة النبويّة المشرّفة من أبناء سيدي إبراهيم الغول من أمثال : (سيّدي محمّد الشلالي الدّيسي) و (سيّدي محمّد بن السنوسي الدّيسي) والآخرين -رحمهم الله وطيّب ثراهم - ممّن خلّدوا حبّهم للرّسول -صلّى الله عليه وسلّم - ونقلوا في أشعارهم شمائله الخُلقيّة والخَلقيّة ورووا مغازيه وسيرته بالأوزان والقوافي ، فجاءت أشعارهم غاية في الرقّة وصدق العاطفة ، وآية في الجمال والذوق ... ومن بعدهم نتذكّر المادحين بأشعارهم ، هؤلاء الذين تغنّوا بتلك الأشعار وحفظوها وحفّظوها لأبناء أجيال ذهبيّة سالفة بأصواتهم الرخيمة المؤثّرة في مجالس (التقصاد)-المهجورة حاليا - التي كانت تُعقَد بمناسبة المولد وبغير ما مناسبة في كثير من الأحيان ، فنتذكّر المرحوم (سي بلـﭭـاسم بقاش) ورفيقه المرحوم الشاعر سي (رابح بن صالح) اللّذَيْنِ التقيا بالمرحوم العلاّمة الشيخ (البشير الإبراهيمي) في القرن الماضي في منطقة (راس الواد) بسطيف ، وسمع منهما مدائحا رخيمة لشاعري الحضرة النبوية سيّدي الشلالي وسيّدي محمّد بن السنوسي - عليهم سحائب الرحمة والرضوان جميعا - فأُعجِب بالشعر والمديح وتأثّر بذلك تأثّرا بالغا -حتّى بكى - .. وكان أن كتب العلامة الإبراهيمي بعد ذلك رسالة مطوّلة حول الشعر الشعبي وتحدّث فيها الشيخ عن شعر هؤلاء الفحول ومدح شعرهم ... يقول الشيخ البشير الإبراهيمي في رسالةٍ بعنوان (التراث الشعبي والشعر الملحون في الجزائر) - وهي دراسة شيّقة تُعطي وجهًا آخر للعلاّمة المرحوم لا يعرفه كثير من الدّارسين والباحثين ، وهذه الدّراسة قد قام بتحقيقها فضيلة الدّكتور عثمان سعدي - : " .... أمّا الإقليم القسنطيني فاشتهر فيه محمّد بن السّنوسي إمام شعراء الدّيس ، وبعده محمّد الشّلالي وآخرون ... وكلّهم مشهورٌ بالتديّن الشّديد والإستقامة والأخلاق الفاضلة ... ومن المحزن أنّ هؤلاء الشّعراء الذين ذكرناهم وكثيرًا غيرهم لم يدوّنوا شعرهم ولم يدوّنه النّاس المحيطون بهم مع إعجابهم بهذا الشعر وشدّة تأثّرهم به ... ويوجد كثيرٌ من القصائد المتفرّقة لشعراءٍ معروفين مكتوبةٌ عند كثيرٍ من النّاس لم يَتَصَدّ مع الأسف لجمعها بعض الأدباء ، وإنّها لحقيقةٌ بالتدوين والحفظ ". هذا وقد سبق للشيخ الإبراهيمي أن تكلم عن شعر سيدي بن السنوسي وسيدي محمد الشلالي في أول سلسلة مقالاته عن ليبيا : "إن كل قارئ مطلع في هذا الوطن الجزائري ليعرف عن ليبيا وقراها، وجبالها، وأوديتها، ودُروبها مثل أو أكثر مما يعرف عن وطنه، لكثرة ما يقرأ عنها في كتب الرحالين المغاربة من أمثال الفهري والعبدري وابن بطوطة، والتيجاني، والعيّاشي، والورتلاني؛ وإن كل عامي راوية للشعر الملحون ليحفظ أسماء قراها، ووديانها، وجبالها، أكثر مما يحفظ من أمثالها من بلاده، لكثرة ما يسمعها في قصائد شعراء الملحون الوصافين لركاب الحج، المعدّدين لمنازله، احتذاءً للبوصيري في (عدة المنازل)، من أمثال محمد الشلالي، وابن السنوسي، وابن خلوف، وابن يوسف، وغيرهم من الشعراء الشعبيين في المائة الثانية عشرة إلى الآن؛ وهؤلاء هم الذين انتهت إلينا أخبارُهم وأشعارُهم، عن طريق الحفظ والرواية، وقد كانوا يُرَحلون ركب الحج من مراكش إلى مكة، ويصفون الجادّة التي يسلكها وصفًا شعريًّا مشوّقًا، أحسن مما يصفه الجغرافي المتقصّي، وأدخل في النفس منه، حتى يخيل إلى السامع أن هذه الموصوفات منه بمرأى العين". [الآثار: 3-403]
... كما نتذكّر من المادحين المُحدَثين : فضيلة الحاج المدني بن عبد الرحمن وأخوه سي امحمّد بلحاج والمرحوم سي الحاج الطيّب بن الحاج برابح بن صالح وآخرون ... هؤلاء الذين ساهموا في الحفاظ على رواية المدائح النبويّة لشعراء أولاد سيدي إبراهيم بألفاظها الأصلية -الصعبة والغريبة أحيانا - كما حافظوا بقوّة أصواتهم وعذوبتها على الأنغام التي اختارها الأجداد لكلّ مديح .. هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فقد تمكّنوا بطريقة مّا من نقل ذلك الحبّ القويّ الصادق للنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم - الذي لم يكن يخلو منه بيت من بيوتات المنطقة ، ليترسّخ بذلك في وجدان أجيال قريبة ... ... ليت أجيال اليوم تحيي هذه الطريقة السلسة البسيطة والممتعة في الإحتفاء بالنبيّ المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- فهي في رأيي المتواضع واحدة من أفضل الطرق وأيسرها لتحريك العواطف الجافّة تجاه شخصه الكريم ، ولعلّها كفيلة بتعليم النّاس شمائل نبيّهم وأخلاقه وقدره .. إلى جانب المتعة الروحية والذوقيّة التي ترافقها ...
المرحوم سي بلقاسم بقاش المرحوم الحاج الطيب بن الحاج برابح بن صالح. فضيلة الحاج المدني بن عبد الرحمن. سي امحمّد بلحاج.
|
|
|
|