طاهري إبراهيم
مشرف
المشاركات : 1748
العمر : 50
العمل/الترفيه : موظف/الكتابة والشعر
المزاج : هادئ ومتأمّل
الإقامة : أولاد سيدي ابراهيم
نقاط التميز : 518
الأوسمة الذهبية : 0
نقاط أعجبني : 1572
تاريخ التسجيل : 12/11/2012
 |  موضوع: شكـــر وعتــــاب : بخصــوص نـــداء مساعـــدة الأخـــت المريضـــة بالسرطـــان ... الأحد 28 ديسمبر 2014, 14:47 | |
| شكـر وعتــاب : بخصوص نداء مساعدة الأخت المريضة بالسرطان
... بعد أكثر من شهر كامل من نشرنا للنداء الإنساني العاجل لمساعدة أخت ابتلاها الله -سبحانه- بمرض السرطان ، والذي شرحنا فيه الوضعيّة الصحيّة والإجتماعيّة الصّعبة التي تعيشها هذه الأخت الكريمة ، وبعد سعي حثيث وجدنا أنفسنا لم نوفّر إلاّ مقدار أجرة رحلة علاج واحدة فقط (العلاج الكيميائي) !! ... وبعد مناشدة ثانية بقي الأمر على ما هو عليه ولم يلقَ النّداء الإستجابة المتوقّعة ، وبعد أن كدنا نيأس من نكوص النّاس عندنا عن واجب التضامن والتكافل ... جاء الفرج من تراب غير ترابنا الذي نمشي عليه وعلى أيدٍ غير الأيدي التي نصافحها كلّ يوم ... جاء الغيث من وراء البحر .. من أرض المهجر البعيدة ، أين تصدّر لهذا العمل الإنسانيّ الرّاقي فردٌ واحد ، وفي ظروفٍ صعبة وتحت ضغوطات قويّة جمع هذا الرّجل الكريم ما استطاع أن يجمعه مع بعض إخوانه من بني البلدة هناك ، ولم يكتفِ بذلك بل أراد أن تكون المساعدة أكثر لتكون أجدى وأنفع ، فتوجّه إلى إحدى المدارس الإبتدائيّة التي يؤمّها المسلمون وغير المسلمين في منطقته ، وهناك علّق ورقةً قرب مدخل المدرسة كتب عليها بلغة تلك البلاد (امرأة مُصابةٌ بالسّرطان .. يستطيع كلّ واحد منكم أن يدفع 1 يورو فقط لمساعدتها) ... وفوجئ صاحبنا بأنّ جميع تلاميذ المدرسة قدّموا ما قيمته (1 يورو) لمساعدة أختنا المبتلاة ، يقول أنّه بفضل تلك المساهمات البسيطة -التي لم يسأل أصحابها عن هويّة المرأة المريضة ولا عن وطنها أو دينها .. ولا استقلّوا المبلغ الزهيد الذي دفعه كلّ واحد منهم - بفضلها أصبح المبلغ محترما وكفيلا بسدّ بعض الحاجات الأساسيّة ....
... عندما سلّمني هذا الرّجل الفاضل الأمانة وقصّ لي قصّتها ، تأثّرتُ تأثّرا بالغا وحمدتُ الله على عونه وتوفيقه ...
... ما حدث هنا يدعو حقّا إلى التأمّل والتدبّر : وحده الله -تعالى- هو الذي يدبّر ويدير ويسيّر وييسّر ، وهو بلطفه المفرّج الفتّاح ، واليأس مع وجوده ومدده هو ضربٌ من العقوق وقلّة الإيمان ...
... ومن جهة أخرى فإنّ الأمر يدعو إلى التساؤل: إلى أين يمضي مجتمعنا في ظلّ غياب وتغييب خصلة التضامن والتعاون التي دعانا ربّنا وديننا إليها ، وخاصّة في وقت الأزمات الخانقة التي تضربنا ؟! ... ولماذا لا نفكّر ونبدع في إيجاد الطرق السلسة لإعانة المحتاج وإغاثة الملهوف بحيث تتأصّل هذه العادة الحميدة في نفوس أبنائنا وفي نفوسنا ؟؟ ...
.. لقد قلتُ يوما : لو أنّ كلّ واحد منّا تعلّم وعلّم أبناءه أن يضع ما وجد من مبلغ تحت يده وإن كان زهيدا كلّما بلغ مسمعه نداء للمساعدة ، لكان قادرا على تقديم المساعدة في حينها أو بعد ذلك ، ولكان ذلك كفيلا بتربية أبناءه على البذل والرحمة والتكافل.
*** شكر الله لك أخي الفاضل (ع.ش) وشكر الله لإخواننا هنا وفي المهجر ، وشكر الله لكلّ هؤلاء البراعم من المسلمين وغير المسلمين على وقفتكم الإنسانية الرائعة ****
| 
|
|
|
الثلاثاء 08 مارس 2022, 19:54
