بورتريــــه : المؤلّـــف الموسيقـــي الأستـــاذ محمّـــد بـــن عبـــد الرحمــن -الشيـــخ- بــن صالـــح ...

تقدمـــة بقلمــــي :

... الأستاذ (محمّد بن عبد الرحمن بن صالح) هو واحد من أساتذتي ، وقد سمّيته ( أبي الفنيّ ) لأنّه فعلا كان ذلك الرّجل الذي صقل موهبتي وهذّب حسيّ الفنيّ وقدّم لي الكتاب وأرشدني إلى كيفية المطالعة وكيف أكون مثقفا واعيا وذوّاقا ، كان بيت والده المرحوم الشاعر -متعدّد المواهب - سي بلقاسم بن سيّدي محمّد الصدّيق الدّيسي "صالونا ثقافيا" بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى .. ولا يزال بيته - كما هو قلبه - يسع كلّ المثقفين ومتذوّقي الفنّ الأصيل ، والدّرجة التي وصل إليها في فنّ الموسيقى وهي درجة (التأليف الموسيقي) ، درجة لا يصل إليها أيّ كان فهي نتاج عمل أكاديميّ طويل وشاقّ ، كما أنّها محصّلةُ تجربةٍ مكتملة النضوج ، وهذا الإنجاز يدعو إلى الإحترام الكبير لهذا العَلَم الموسيقى المتفرّد والإفتخار بأنّ منطقتنا قد أنجبت مثله ..هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإنّ هذا يدعونا جميعا : مسؤولين ومثقفين وفاعلين وناشطين إلى اهتمام أكثر بهذه الإيقونة وتكريمها التكريم المستحقّ والإعتراف بمجهوداتها والعمل على مساعدة أستاذنا ليقدّم خدماته الجليلة إلى النشء الصّاعد ... لست ناقدا فنيّا .. لكنّني أزعم أنّ الأستاذ محمّد بن عبد الرحمن بن صالح هو قامة فنيّة عالية مهمّة في منطقتنا .. إن لم أقل أنّها الأهمّ على مستوانا وربّما أكثر ... تحيّاتي لأستاذنا الكبير داعين الله أن يحفظه وأن يرزقه الصحّة والعافية ...

بورتــريـــه : فـــي حضـــرة النهونــــد

بقلم الأستاذ : محمّد حميدي

......كان لي السبق أن حظيت رفقته بجلسة رائعة نقلتنا إلى عوالم الثقافة والفن و المعرفة ..لقاؤنا كان في بيته الجميل حيث استضافني فأخجلني بكرم أخلاقه ، كان ترحيبه بكلماتٍ عذبة دافئة تبعث الإطمئنان و السكينة في النفس ، جلسنا في صالون بديع يدلّ على ذوقٍ رفيع و مميّز في الدّيكور .. ترتيب الأشياء : كلّها كانت موضوعة بانتظام كنوتاتٍ موسيقية في سلّمها وتناسق لونيٌّ بين التحف و السجّاد و الجدران و عُودٌ عربيّ أنيقٌ موضوعٌ على الطاولة و بعضُ الأوراق...
كان في جُعبتي أسئلة كثيرة و علاماتُ استفهام ومن أيّ محطّة أبدأ حديثي ، فكأنّه أحسّ بحيرتي و فضولي للولوج إلى عوالمه الخاصّة ، ففتح المجال واسعًا للنقاش و بكلّ حرية ، كنت بذلك أحاول اكتشاف جوانب أخرى غير التي كنت أعرفها....دفاترٌ لم تكن لي الجرأة لمعرفة مكنونها، وتلك الأوراق التي تحمل خربشات يبدو لي أنها جُمَلٌ موسيقية كان بصدد تأليفها.
عَشِقَ الموسيقى من صٍبَاه و تأثر بصُنّاعها و مختلف مدارسها و ألوانها و كان للفن الشرقي مكانةٌ خاصة في نفسه ، فكان لجهابذة الموسيقى العربية أمثال سيّد درويش و عبده الحمولي و زكريا أحمد و رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب و أبو العلا محمد و محمد القصبجي و السيدة أسمهان و السيدة أم كلثوم و السيدة منيرة المهدية و الأستاذ و ديع الصافي و الرحابنة والعمالقة السوريين أثرا كبيرا في صقل موهبته الفتيّة ممّا ساعده على شق طريقه بثبات و السير على خطى الكبار.
لم ينسى أبدًا أبدًا تلك الأسطوانات التي كان يعشقها و صور العملاق فريد الأطرش مطبوعةً على أغلفتها و هو يحتضن عوده, و ذلك الفونوغراف الذي وفّره له والده فكانت سببا لتعلقه بفريد و بعزفه و هو لم يتجاوز سن السابعة من عمره ، لم يكتفي بالسّماع بل تعدّت موهبته للعزف و التعرف على مختلف الآلات الموسيقية ، و تملّك العود كل الحبّ في قلبه ووجدانه، فأخذه أثير الموسيقى و غاص به إلى أعماقها و نهل من مشاربها و اغترف من كنوزها.
تفوّق في العزف إلى درجة عالية و أتقن المقامات العربية و غير العربية و لم يتوقفه شغفه عند الموسيقى العربية فقط بل تعدّاه إلى الموسيقى العالمية فتطعّمت معارفه بألوان شتى و طبوع مختلفة.

إنّه الأستــاذ الفنـــــان:
... محمّد بن عبد الرحمن بن صالح ( الشيخ بن صالح )

من مواليد 1962 بالدّيس ( أولاد سيدي إبراهيم ) ابن سي بلقاسم و حفيد العلامة العارف بالله سيّدي محمّد الصديق بن الصّالح الدّيسي ، من كبار فقهاء عرش أولاد سيدي إبراهيم وواحدٌ رموزه البارزين ، أسماه والده تبرّكا بالعالم الجليل سيّدي محمد بن عبد الرحمن الدّيسي ، كبر و ترعرع في كنف أسرة مثقفة لم تبخل عليه بما تملك و كان و الده سي بلقاسم -رحمه الله- الموظف بمحكمة بوسعادة لا يدّخر أي جهد في سبيل أن يتفوق الطفل محمد بن عبد الرحمان في دراسته و أن يتمتع بكل هواياته.
زاول تعليمه الإبتدائي و المتوسط بأولاد سيدي إبراهيم وواصل تعليمه الثانوي بثانوية زيري بن مناد ببوسعادة ، أين نال شهادة البكالوريا بتفوق و التحق بجامعة قسنطينة مطلع الثمانينات ،و أكمل دراسته الجامعية ، وبعد نيله شهادة اللّيسانس عُيّن أستاذا بثانوية سيدي عيسى و لم يطل به المقام وغيّر من مساره المهني بالتحاقه بالمدرسة العليا للإدارة بالجزائر العاصمة وتخرّج منه برتبة إطار سام بوزارة الصحة ، تقلّد عدة مناصب سامية من بينها مدير مستشفى وآخرها كان مدير المصالح الاقتصادية بمستشفى بوسعادة.
... إنه رجلٌ لم تُثنِه كلّ مسؤولياته عن مزاولة نشاطاته الفنية ،ولم يبخل بمعارفه ، و تتلمذ على يده عدّة فنّانين نذكر منهم الأستاذ سفيان بقاش ،وآماله لم تتوقف عند هذا الحدّ بل إنّه يطمح لإنشاء مدرسة للموسيقى على مستوى بلدية أولاد سيدي إبراهيم لتستفيد منها فئاتٌ أكبر، و هدفه كذلك كسرُ الجمود الذي تعانيه الثقافة بصفة عامة و إعادة بعثها من جديد، والعمل على تفعيل الحراك الثقافي بتشجيع الفنانين التشكيلين والموسقيين و الأدباء و تمكينهم من الفضاءات اللائقة لممارسة هوايتهم في أحسن الظروف.

...كانت جلستنا رائعة و كان الحديث شيّقا ... انتهى بمقام (الرست) ...

بورتريــــه : المؤلّـــف الموسيقـــي الأستـــاذ محمّـــد بـــن عبـــد الرحمــن -الشيـــخ- بــن صالـــح ... 10687022_728897433870584_3940539029946140934_n

بورتريــــه : المؤلّـــف الموسيقـــي الأستـــاذ محمّـــد بـــن عبـــد الرحمــن -الشيـــخ- بــن صالـــح ... 10687022_728897433870584_3940539029946140934_n

ماشاء الله
عندنا رجل من ذهب وانا اخاف ان ذهب ولم يترك لنا شيء فسنكون
اين انتم يا مسؤولين انتم مثل الاموات الاحياء
نريد منكم الدعم من اجل الاستمرارية والرعاية الخاصة للفنانين

بورتريــــه : المؤلّـــف الموسيقـــي الأستـــاذ محمّـــد بـــن عبـــد الرحمــن -الشيـــخ- بــن صالـــح ...

بورتريــــه : المؤلّـــف الموسيقـــي الأستـــاذ محمّـــد بـــن عبـــد الرحمــن -الشيـــخ- بــن صالـــح ...

المواضـــــــيع المشابــــــهه