قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
روى الإمام أحمد ، عن ثوبان: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفا))(01).
قال ابن كثير في تفسير آل عمران عند قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ )(آل عمران: 110) ، إنه حديث صحيح- ولله الحمد والمنة- وذكر أحاديث كثيرة تدل على هذا المعنى، وبعضها يدل على أن مع كل واحد سبعين ألفاً وثلاث حثيات من حثيات الباري، جل وعلا.
وعن ابن مسعود- رضي الله عنه- في الصحيحين، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟!)) فكبرنا ؛ ثم قال: (( أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟! )) فكبرنا ثم قال : (( إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة)) (02).
وروى أحمد ، والترمذي، وابن ماجه، والطبراني؛ أن الجنة عشرون ومائة صف، وأن هذه الأمة ثمانون صفاً منها (03)، فلله الحمد.
وروى الإمام أحمد، من حديث ابن عمر: (( مثلكم ومثل اليهود والنصاري كمثل رجل استعمل عمالاً، فقال: من يعمل لي عملاً من صلاة الصبح إلي نصف النهار على قيراط قيراط؟ ألا فعملت اليهود ، ثم قال : من يعمل لي عملاً من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط؟ ألا فعملت النصارى، ثم قال: من يعمل من صلاة العصر إلى صلاة غروب الشمس على قيراطين قيراطين فأنتم الذين عملتم، فغضبت اليهود والنصارى ، فقالوا: نحن أكثر عملاً، واقل عطاء، قال: هل ظلمتكم من أجركم شيئا؟ قالوا: لا ،قال : فإنما هو فضلي أوتيه من اشاء))(04) اهـ.
(01) رواه أحمد في باقي مسند الأنصار برقم (21912).
(02) رواه البخاري في الرقاق (6528) ومسلم في الإيمان (221)
(03) رواه أحمد في مسند المكثرن من الصحابة برقم (4316)، والترمذي في صفة الجنة (1546) وابن ماجه في الزهد (4289)
(04) رواه الترمذي في الأمثال 02871)، وأحمد في مسند المكثرين من الصحابة (2494)، ورواه البخاري في الإجارة(2269) بمعناه.
من كتاب المنتقى من فرائد الفوائد لابن عثيمين.
|
|