يا راحليـــن إلى منــــى ... قصيـــدة مبكيــــة ...

... يُروى أنّ الشيخ عبد الرحيم البرعي اليمني -قدّس الله روحه - في حجّه الأخير أُخِذ محمولا على جمل ، فلمّا قطع الصحراء مع الحُجّاج وأصبح على بعد خمسين ميلا من المدينة المنوّرة ، هبّ النسيم رطبا عليلاً مُعَطّرًا برائحة الحبيب المصطفى - صلّى الله عليه وسلّم - والأماكن المقدّسة ، فازداد شوقه للوصول لكنّ مرضه أعاقه عن المأمول ، فأنشأ قصيدة مؤثّرة لَفَظَ مع آخر بيت فيها نَفَسَهُ :

يا راحلين إلـى منــــى بقيـادي ****** هيجتموا يــــــوم الرحيـل فـؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتـي***** الشوق أقلقنــــي وصوت الحـادي
وحرمتموا جفني المنام ببعدكـم ****** يا ساكنيـــن المنحنـى والـوادي
ويلوح لي مابين زمزم والصفـــــا ****** عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول لي يانائما جـد السُــــرى ****** عرفـــات تجلـــو كـل قلب صـادي
من نال من عرفات نظرة ساعــة ****** نــال الســـرور ونـــال كل مـرادي
تالله ما أحلى المبيت على منـى****** فــي ليل عيـــــد أبـرك الأعيـادي
ضحوا ضحاياهم ثم سال دماؤهـا ****** وأنا المتيــم قــد نحـــرت فـؤادي
لبسوا ثياب البيض شارات اللقاء ****** وأنا الملـــوع قد لبسـت سـوادي
يارب أنت وصلتهم صلني بهــــم ****** فبحقهـم يـا رب فُـــــــــك قيـادي
بالله يا زوّار قبــــــر محمّـــــــــــــد ****** مــن كان منكم رائــــحا أو غادي
يبلّغ إلى المختار ألف تحيّـــــــة ****** من عاشـــقٍ متفتّــت الأكبـــــاد
فإذا وصلتـم سالميـن فبلغــــــوا ****** مني السلام أُهيــل ذاك الـوادي
قولوا له عبـد الرحيـم متيــــــــم ****** ومفـــارق الأحـبــــــــــاب والأولاد
صلى عليك الله يا علـم الهـــدى****** ما ســـار ركــب أو ترنــــم حـادي

(يا راحلين إلى منى) بصوت المنشدة حنان النيل :

شكرا يااخ

يا راحليـــن إلى منــــى ... قصيـــدة مبكيــــة ...

شكرا يااخ

يا راحليـــن إلى منــــى ... قصيـــدة مبكيــــة ...

المواضـــــــيع المشابــــــهه