يحتلّ فرعون مكاناً بارزاً في تاريخ طغاة الأرض ويمكن القول دون تردُّد أنّه قد احتلّ مكانه هذا بجدارةٍ واقتدار .. إنّه يتقدَّمُ قومه يوم القيامة إلى النار.
كان طاغيةً مُركَّباً وجبّاراً طوال الوقت، كان ملكاً على مصر حين كانت مصر أكبر دولةٍ في الأرض.
لقد استكبَرَ وعَلا في الأرض وابتلع الشَّعبَ المصريّ كلّه في جوفه على امتداد مصر كلّها لم يَكُنْ هُناك رأيٌ سوى رأيه هو، ولا كانت هناك إرادةٌ غير إرادته هو.. ذاب الشَّعبُ المصريّ كلَّهُ في إرادة فرعون، وصار فرعون هو مصر.. وتحوَّلت مصرُ إلى فرعون.
و هذا أوَّلُ ما يفعله إستبداد الطُّغاة بالشّعوب .. إنّه يعدم إرادة الناس ويجهز عليها و يدمِّر حرِّيَّة الإنسانِ التي هي أهم جزء من كرامته.