رمضان فُرصة للتّجديد
قال اللّه سبحانه وتعالى: {شهرُ رمضانَ الّذي أُنزِلَ فيه القُرآن هُدًى للنّاسِ وبَيِّنات منَ الهُدَى والفُرقان}، وقال سيّدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “ما مِن عبد يصوم يومًا في سبيل اللّه إلّا بَاعَد اللّه بذلك اليوم وجهه عن النّار سبعين خريفًا” متفق عليه.
فشهر رمضان موسم للطّاعات والقُربات، وهو فرصة للمرء لزيادة رصيده من الصّالحات، وتصفيّة ما عليه من الآثام، كما أنّه فرصة لإصلاح أنفُسنا وتهذيبها وتغييرها من عاداتها القبيحة إلى عادات حسنة، لأنّ غاية الصيام معالجةُ النّفس وإصلاحها لتكتسب بعدها الإرادةَ الصّارمة، والعزيمة الجادة على طريق الإصلاح؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة:183.
ولشهر رمضان المبارك نفحة إلهيّة وعطيّة ربّانية للعالم، فيه يستطيع المسلم أن يُجدّد حياته ويبعث فيها الأمل، من خلال هذه الوسائل:
-وقت السَّحر وهو الوقت المبارك الّذي يضيّعه أغلب النّاس في أغلب العام، فيأتي رمضان ليُنبِّهَهم عليه فيوقظهم ليتقووا من خلال الطّعام، ولكن كثيرًا من النّاس يقضون هذا الوقت في الطّعام وينسون قول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ اللّه يَنزل في الثلث الأخير من كلّ ليلة إلى السّماء الدّنيا فيقول ألَا هل من مسترزق فأرزقه، ألَا هل مِن مستغفر فأغفرُ له، ألَا كذا ألَا كذا حتّى يطلع الفجر”.
-صلاة الفجر في المسجد، وهي صلاة يُضيّعها الكثير من النّاس في سائر أوقات السنة، فيأتي رمضان ليوقظ في أنفسهم أنّ هناك صلاة مشهودة في المسجد، قال اللّه سبحانه وتعالى: {وقُرْآنَ الْفَجْرِ إنَّ قرآنَ الْفَجْرِ كانَ مشهودًا}، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “بَشِّر المَشّائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنُّور التّام يوم القيامة يًفزعُ النّاس ولا يُفزعون”.
الدّعاء والإكثار منه ولاسيما في هذا الشّهر المبارك حيث إنّ دعاء الصّائم مستجاب كما ورد في حديث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “ثلاثة لا تُرَدّ دعوتهم.. الصّائم حتّى يفطر”، وفي رواية “الصّائم حين يفطر”.
-قراءة القرآن والتفكّر والتدبّر، فرمضان شهر القرآن، قال اللّه تعالى: {شهرُ رمضان الّذي أنْزِل فيه القرآن هُدًى للنّاس وبَيِّنات منَ الهُدى والفُرقان}، ويستحبّ للمسلم أن يختم المصحف ولو مرّة واحدة مع مُراعات التفكّر والتدبّر.
-صلاة الجماعة في المسجد لقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “مَن غَدَا إلى المسجد أو رَاحَ أعَدّ اللّه لهُ نُزلًا في الجنّة كلّما غَدَا أو راح”.
فلتُصلِح أخي المؤمن قلبك وغيّر ما به من أمراض سيّئة على أخرى حسنة، ففي رمضان تسلم القلوبُ من حسدها وحقدها وغشّها وخيانتها، ومن الشّحناء والبغضاء، ومن التّهاجر والتقاطع، لتعود إلى فطرتها الحقيقة، دون أن تنسى إصلاح اللِّسان وتطهيره، فهو أخطر جوارح الإنسان، فبالصيام يَسلَم من قول الزّور، واللغو واللّعن والباطل والكذب والغيبة والنميمة وغيرها، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “مَن لم يدَعْ قولَ الزّور والعملَ به، فليس للّه حاجةٌ في أن يَدَع طعامه وشرابه” أخرجه البخاري، وقال عليه الصّلاة والسّلام: “ليس الصّيامُ من الأكل والشّراب، إنّما الصّيامُ من اللّغو والرّفَث؛ فإن سابَك أحدٌ أو جهل عليك فقُل: إنّي صائم إنّي صائم” أخرجه الحاكم.
الجزائر: عبد الحكيم ڤماز
|
|