جميعنا نعلم قصة غزوة أحد ، و لكن في موضوعي هذا سوف أتطرق إلى قصة عظيمة من قصص الصحابة قصة استشهاد الصحابي الجليل مصعب بن عمير - رضي الله عنه - و ذلك لما فيها من كرامات من الله سبحانه و تعالى للصحابي الجليل .
في غزوة أحد و بعد أن خالف الرماة أوامر رسول الله صلى الله عليه و سلم بعدم النزول من الجبل و ترك مواقعهم هاجمهم خالد بن الوليد من الخلف فتفرقت صفوف المسلمين ، و لما بدأ القتل في المسلمين شعر النبي صلى الله عليه و سلم بالفوضى فأمر بالتراجع حتى يجمع المسلمين من حوله فأخذ يصرخ (( إلي عباد الله ....أنا رسول الله )) و ذلك حتى يجمعهم وينظم صفوفهم المشتتة ،هذه الصرخة من أكبر الدلائل على شجاعته صلى الله عليه و سلم لأن هذه الصرخة كانت كفيلة بكشف موقع رسول الله فيكون هدفا سهلا للمشركين ، و هو الشيء الذي حدث فعلا حيث هجم مجموعة من الكفار على الرسول صلى الله عليه و سلم فتراجع فسقط في حفرة من حفر إبن قمية ( سنتطرق لقصته في موضوع لاحق )
في هذه الأثناء كان الصحابي مصعب بن عمير هو حامل لواء المسلمين و مع هذه الفوضى القائمة في صفوف المسلمين إنكشف موقعه هو أيضا فانكشف لواء المسلمين تجمع بعض الكفار و بدءوا بالهجوم على مصعب بن عمير فأخذ مصعب يقاتل بيد و يحمل اللواء بيده الأخرى فضربوه على يده فقطعوها فالتقم اللواء بيده الأخرى فضربوه على الأخرى فقطعوها في هذه اللحظة و عندما سقط الرسول صلى الله عليه و سلم في الحفرة أخذ الشيطان لعنة الله عليه يصرخ قتل محمد قتل محمد هنا اهتز جميع المسلمين أقتل النبي ؟ فأخذوا يتراجعون
عندما سمع مصعب بن عمير المنادي ينادي بمقتل النبي صلى الله عليه و سلم أخذ يردد :
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين
نطق بهذه الكلمات قبل أن ينزل بها القرآن ، أجرى الله تعالى على لسانه آيات من القرآن قبل أن يأتي بها الوحي ثم نزل بها الوحي
فكانت هذه الكرامة من الله سبحانه و تعالى لمصعب بن عمير
ومن الكرامات التي حظي بها الصحابي الجليل أيضا ما روي عن عبد الله بن الفضل، قال: أعطى رسول الله مصعب بن عمير اللواء، فقتل مصعب فأَخذه ملك في صورة مصعب، فجعل رسول الله يقول لمصعب في آخرِ النهارِ تقدم يا مصعب"، فالتفت إليه الملك فقال: لست بمصعب، فعرف رسول الله أنه ملك أيد به .
ومر رسول الله على مصعب بن عمير (بعد أن استشهد) فوقف عليه، ودعا، وقرأ:"(رِجالٌ صَدَقُوا مَا عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُمْ مَنْ قَضى نحبَهُ وَمِنْهُم مَن يَنتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبدِيلا)، أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة، فأْتوهم وزوروهم وسلموا عليهِم، والذي نفسي بيده، لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه". ومر رسول الله على مصعب ابن عمير، وهو مقتول في بردة، فقال: "لقد رأيتك بمكة وما بها أحد أَرق حلةً ولا أَحسن لمّةً منك، ثم أنت شعث الرأس في بردة". ثم أمر به يبر، ونزل في قبره أخوه أبو الروم، وعامر بن ربيعة، وسويبط بن عمرو ابن حرملة .
وأقبلت حمنة بنت جحش وهي زوجة مصعب ، فقال لها رسول الله : "يا حمن، احتسبي"، قالت: من يا رسول الله؟ قال: "خالك حمزة". قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، غفر الله له ورحمه، فهنيئا له الشهادة، ثم قال لها: "احتسبي"، قالت: من يا رسول الله؟ قال: "أخوك"، قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، غفر الله له ورحمه، هنيئا له الجنة، ثم قال لها: "احتسبي"، قالت: من يا رسول الله؟ قال: "مصعب بن عمير"، قالت: وا حزناه! ويقال إنها قالت: وا عقراه! فقال رسول الله : إن للزوج من المرأة مكانًا ما هو لأَحد. ثم قال لها رسول الله : "لم قلت هذا؟"، قالت: يا رسول الله، ذكرت يتم بنيه فراعني، فدعا رسول الله لولده أن يحسن عليهِم من الخلف، فتزوجت طلحة بن عبيد الله فولدت له محمد بن طلحة، وكان أوصل الناس لولده. وكانت حمنة خرجت يومئذ إلى أُحد مع النساء يسقين الماء.
أرجو أن أكون قد أفدتكم
صح رمضانكم و صح فطوكم
|
|