... كان جدّي وسيّدي الحاج لخضر طاهري - عليه رحمة الله - يقول لي :
" القهـــوة نايليّـــة ، والكِـــلام ( الشّعر ) عامـــــريّ " .
كان - قدّس الله روحه - حافظا للقرآن الكريم ، لم يضيّع منه حرفا منذ بلوغه سنّ التاسعة وحتى تجاوز المئة ، وكان يحفظ من المتون العشرات ، ومن الشعر والأمثال ما لا حدّ له ، فكان يقرأ لي القصيدة وفيها من الأبيات ما تجاوز المئتين وأكثر ، أمّا الحكم والأمثال والطّرف والأخبار والتاريخ ومعرفته بالأنساب والعروش والقبائل فحدّث ولا حرج ، ولا عجب أن سُمّي في أولاد سيدي إبراهيم بــ ( ذاكرة العرش )، قال لي الوالد - حفظه الله - أنّه كان يحفظ القصيدة من أوّل سماع مهما طالت ، سمعت منه الكثير .. لكنّني للأسف لم أعتن به كما ينبغي .
من بين ما سمعته منه ، أذكر هذه الأبيات الرائعة من قصيدة لشاعر من شعراء سيدي عامر لا يحضرني اسمه للأسف :
يا فمّي لو كان لي شرية نشريكْنعملّك سنّيــن مـن فضّــة غايــهْزين المنطق ما تغيّرش اللّي ليكْيا عـــزّ الجيــــران بغيــــر وصايـهْراني خايــف تلحـــق اللّحاقة بيكْتخلالــك لوكــــار وتعـــود حكايــهْتتفكّر طيب لموايد اللّي تشتيـــكْوالملفــوف مــع ضلـــوع الشوّايـهْدقلة نور مخيّرة سلعــة ترضيـــكْحليب مطعّــم فيه طــبّ الشهّايهْبوصلّوع مصبّـرة سُفــــرَة تدزيــكْوانواع المرشــوش ناســـو طوّايـهْارفع سُفرة حطّ سفرة هاتو ذيــكْهـــات الفضلـــة ردّها للبقّايــــــهْكاسات الصّابون والفوطـــة ليديكْخُـــدّام يصبّــو والقهــــوة سربايهْواش ادّاني في مٍداخل ذيك وذيكْبحــر اٍلاّ عامـــوه طُلبـــة فتّايــــهْ
|
|