ابتسمـــوا قلــــــيـــــلا : شغـــــف بالحكايـــات... من بين ما يميّز كبارنا - حفظهم الله وأبقاهم - مهارات الحديث ورواية التاريخ والأخبار والطُرف بشكل ممتع وبأدقّ التفاصيل ، حتّى أنّك لا تشعر بالملل في حضرتهم حتّى لو استغرق حديثهم الساعات الطّوال ، ولا يقلقك دخولهم في التفاصيل بذلك الإغراق ، وتراهم وهم يروون تلك الأحاديث يستمتعون بها وكأنّها بنات يومهم ، وشخصيّا أحبّ الإستماع والإستمتاع كثيرا معهم وأعيش حكاياهم وأخبارهم بشيء من اللهفة والشّغف ...
وفي هذا المضمار يروي لي صديق قصّة طريفة حدثت معه يقول : كنت في رحلة ليليّة إلى العاصمة لقضاء مصلحة ، وكان والدي وصديقه رفيقاي في تلك الرحلة ، فركب بجنبي صديق وركب الوالد وصديقه في الخلف ، وكنا نستمع إلى الرجلين وهما يقصّان حكايا شبابهم وتاريخ من سلفوا من أهل البلدة ... وبينما نحن في الطريق وقع لنا حادث مفاجئ إثر تجاوز شاحنة مقابلة ، فانقلبت سيارتي عدّة مرّات ثمّ استقرّت على سقفها في وضعيّة مقلوبة ، فتفقدتُ صديقي فإذا هو بخير ، ثمّ التفتُّ إلى والدي وصديقه فإذا بي أسمع والدي يقول لصديقه :
" هيه وش كنت تحكيلي ؟!! " ، يقول : فضحكت ضحكا شديدا وأنا على تلك الحال وقلت قد غيّبت عنهم متعة الحديث ما جرى حولهم فلم يشعروا حتّى بالحادث !!
|
|