كان هناك حاكماً مشهور بالحزم والعدل والإنسانية، ذات يوم وقف أمامه رجل عجوز متهم بسرقة رغيــف خبز وكان الرجل يرتجف خوفاً و يقول: أنه أضطر ليسرق الخبز، لأنه كان سيموت جوعاً هو وأسرته.
قال له الحاكم: أنت إذاً تعترف أنك سارق وأنا لذلك أعاقبك بغرامة عشرة ليرات، وساد المحكمة صمت مليء بالدهشة، قطعه الحاكم بأن أخرج من جيبه عشرة ليرات أودعها فى خزينة المحكمة ليجمع فى ذلك بين العدل والرحمة.
ثم خاطب الحاضرين وقال: هذه العشرة ليرات لا تكفى بل لابد أن يدفع كل واحد منكم عشرة ليرات لأنه يعيش فى بلدة يجوع فيها رجل عجوز ويضطر أن يسرق رغيف خبز ليأكل.
وخلع القاضى قبعته وأعطاها لأحد المسؤولين فمرّ بها على الموجودين وجمع غرامتهم التى دفعوها عن طيب خاطر وبلغت 480 ليرة أعطاهم الحاكم للعجوز مع وثيقة اعتذار من المحكمة.
حقاً هذا ما نريده محبّة عملية وعدل ورحمة نابعة من القلب لا نريد مجرد كلام لأن الكلمات حينئذ ستصبح كقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}