كان بالإمكان أفضل مما كان، نعم كان بامكان المنتخب الجزائري الخروج بافضل مما كان امام المنتخب البلجيكي في افتتاح مبارايات المجموعة الثامنة من مباريات كأس العالم.
كان بامكان الممثل العربي الوحيد بالمونديال الحفاظ على تقدمة، وابهار متابعي وعشاق المونديال يالخضرز
كان بامكان الخضر الخروج بنتيجة ايجابية في المباراة الحفاظ على الهدف الذي افتتح به اهداف المباراة.
كان بالإمكان الحفاظ على شباكه نظيفة امام الهجوم البلجيكي الذي فشل في هز الشباك الجزائرية طوال سبعين دقيقة.
كان بامكان المنتخب الجزائري ان يسطر اسمه باحرف من ذهب بمنافسات المجموعة الثامنة، لو تماسك مدافعوه قليلاً وتصدوا لمحاولات المنتخب البلجيكي.
ولكن ذلك لم يحدث، ولم تستمر المقاومة الجزائرية للهجمات البلجيكية اكثر من سبعين دقيقة عندما نجح البديل البلجيكي من اصول مغربية مروان فلايني من ادارك هدف التعادل بكرة رأسية يسأل عنها المدافع رفيق حليش الذي افسد مصيدة التسلل الجزائرية، بتقدمه بصورة غريبة امام المهاجم وهو يرى ان كل زملائه قد تراجعوا، وحتى عندما ارسلت الكرة العرضية من ضربة حرة فشل في الارتقاء مع المهاجم مروان فيلايني ليسكنها الاخير برأسة في الشباك، وهو خطأ ساذج ارتكبه لاعب كبير دفع ثمنه المنتخب باهضاً واهدر به جهود زملائه بالفريق، قبل ان يسجل البلجيكي الآخر ميرتينز الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة 80.
خطأ حليش كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وبدية انفراط العقد فبعد الهدف البلجيكي تبعثرت الاوراق الجزائرية زاد خوفهم، بل واشعرونا بانهم خاسرون لامحالة، وهي بداية النهاية الجرينة للحلم العربي الجميل في المونديال، والفرحة التي لم تستمر اكثر من سبعين دقيقة، بل هي اجمل سبعين دقيقة للمنختب الجزائري في مونديال البرازيل، ولا اتمناها ان تكون الاجمل في المونديال كله، وكلنا امل بان ينفض الخضر آثار الخسارة و أن يتداركوا الخسارة بسرعة ويجهزوا العدة ويكملو التحضير للمباراة المقبلة ضد المنتخب الكوري الجنوبي يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري.
ثمة اسباب اخرى ايضاً كانت وراء الهدف الاول وسهلت من مهمة البلجيكي وساعدته على قلب الطاولة رأساَ على عقب على المنتخب الجزائري، وهي الخوف والرهبة التي تسللت لنفوس المنتخب الجزائري بعد ان سجل هدفه الوحيد بالمباراة، وان كان من المفترض ان يحدث العكس، لكننا فؤجئنا بتراجع غير مبرر، وانكماش بالخطوط الخلفية، وهو ما سهل من مهمة المنتخب البلجيكي الذي تحرر من الضغط الجزائري، واستغل الوضع احسن استغلال بتكثيف الهجمات المغامرة بالإندفاع للهجوم باكبر عدد ممكن، خاصة مع تسرع مهاجمي المنتخب الجزائري وعدم تركيزهم في انهاء الهجمات المرتدة التي حصلوا عليها وبطئهم في التعامل معها.
كما ظهر بعض لاعبي المنتخب الجزائري بمستوى متواضع لم يؤهلهم لمجاراة المنتخب البلجيكي، من عدة نواحي سواء التنظيمية والإنتشار بالملعب الذي لم يوفقوا فيه، او الفنية التي لم يتمكنوا فيها من مجاراة المنتخب البلجيكي الذي يهاجم بكثافة وينجح في التصدي وابطال اي هجمة مرتدة يحصل عليها المنتخب الجزائري الذي كما ذكرت لم يحسن استغلال الهجمات المرتدة، ولم يتعامل معها بالسرعة المطلوبه خاصة في ظل تقدم المنتخب البلجيكي، ناهيك التعامل في قيادة المباراة وتحديداً التعامل مع الوقت، وقتل الوقت، والمباراة.
واذا كان كان لاعبوا المنتخب الجزائري يتحملون المسؤولية الكبرى، فإن مدربهم خليلودزيتش يشاركهم المسؤولية بعدم التدخل لإيقاف مصادر خطورة المنتخب البلجيكي، خاصة بعد دخول فيلايني الذي سبب ازعاجاً كبيراً ومصدر خطورة بالغة، خاصة في الكرات العرضية التي كانت تصل اليه من كل الأطراف.
اذاً انتهى الحلم العربي الاول بفرحة لم تكتمل، وبانتظار التعويض إن شاء الله امام المنتخب الكوري.
|
|