... من بين ما علّمتنيه خبرتي المتواضعة في الحياة : أنّه لا يجب أبدا الحُكم على النّاس من ظواهرهم ، فقد رأيت شخصيا من بعض الشباب والشابات -الذين يعتبرهم كثير من الناس قريبين من ( الإنحراف ) - خصالا لا تليق إلاّ بخالص المروءة والرّجولة ، ولمست فيهم رقّة وإنسانية عالية وبذلا وأريحيّة لم أجدها في كثير من المتخندقين في دائرة الدّين والتديّن ... أتذكّر هنا كلمة لواحد من مشايخنا يصف هذه الحال : " هل تدرون من الملتزم دينيا في نظري ؟ الملتزم هو ذلك الشابّ الذي يفعل بشعره الأفاعيل ويلبس (البونتاكور) و (التيشرت)، يضع على رأسه قبّعة مقلوبة ، ويضع سلسلة على صدره وسوارًا على معصمه ....الخ ، لكنّني أجده قرب محرابي قبل أن أدخل مسجدي في كلّ صلاة ، وألتفت إلى المصلّين فأجده آخر الخارجين وأحرصهم على الذكر وقراءة الورد في الصباح والمساء ، وإذا كلّمته وجدته أرقى النّاس أدبا وأحسنهم أخلاقا ومعاملة ، وإذا نادى منادي الخير وجدته أسرع الناس إجابة وتلبية ، وإذا مُسّ دينه أو وطنه أو كرامته ألفيته أقوى الناس مدافعة ومنافحة وذودا " ... وأضاف : "ربّما حسبتم أنني سأقول لكم أنّ الملتزم هو ذاك الذي يطيل اللحية و"يبيّض القندورة " ويتعطّر ويستاك عند كلّ صلاة ... ولا يحسن إنجاز عمل في حياته سوى التفكّه بالحديث حول الإسلام والمسلمين ؟!! "...

نعم المظاهر خداعة شكرا الشيخ ابراهيم