الذئب الرمادي، الذي يُعرف أيضاً بأسماء متعددة مثلذئب الغياض،الذئب الأشهب،الذئب الأشيب، أو مجرد "الذئب" في معظم لغات ا لعالم، هو أكبر
الأعضاء البريّة منفصيلةالكلبيات. تُظهرالمستحثات أن الذئاب الرمادية عاشت على وجهالأرض منذ ما يُقارب 300,000 سنة، أي عند
نهايةالعصر الحديث الأقرب، وبهذا فهي تُعتبر إحدى الحيوانات الناجية من حادثةالانقراض الجماعي التي وقعت في أواخرالعصر الجليدي
الأخير. أظهرت دراساتسلسلة الحمض النووي الانحراف الوراثي، أن الذئب الرمادي يتشاطر سلفاً مشتركاًوالكلاب المستأنسة (Canis
lupus familiaris). وعلى الرغم من أنه تمّ التساؤل حول مصداقية بعض جوانب هذا الاستنتاج العلمي، إلا أن أغلبية الأدلة المتوافرة تؤكد
صحة ما تمّ التوصل إليه. قام العلماء بتحديد عدد من سلالات الذئب الرمادي عبر السنين، إلا أن العدد الفعلي لها ما زال موضع نقاش. تُعتبر
الذئاب مفترسة رئيسية أو عماديّة في النظم البيئية التي تقطنها، وعلى الرغم من أنها لا تتأقلم مع وجودالبشر في المناطق التي تسكنها، على العكس
من الكلبيات الأخرى الأقل تخصصا منها، فإنها قادرة على العيش في عدد من المساكن ذات البئية المختلفة، مثل:الغابات المعتدلة،الصحاري،
الجبال،التندرا،التايغا، الأراضي العشبية، وبعض المناطق الحضرية.
كانت الذئاب الرمادية واسعة الانتشار قديماً في جميع أنحاءأوراسياوأمريكا الشمالية، أما اليوم فهي تقطن جزءاً صغيراً من موطنها السابق بسبب
تدمير مواقع سُكناها بالدرجة الأولى، العائد إلى الزحف البشري إلى المناطق التي تتخذ منها الذئاب موطناً، وما ينجم عن ذلك من احتكاك بينها وبين
الإنسان، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى استئصال الجمهرة المحلية منها. إلا أنه على الرغم من ذلك، فإن الجمهرة العالمية، أوالنوع ككل،
يُعتبر غير مهددبالانقراض وفق اللإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة. تحظى الذئاب الرمادية اليوم بالحماية في بعض المناطق،وتُصاد للترفيه في
بعض المناطق الأخرى، أو تُضطهد وتُقتل دون هوادة في أماكن معينة بسبب اعتبارها خطرا يُهددالمواشي المستأنسةوالحيوانات المنزلية.
تظهر الذئاب في ثقافةوميثولوجيا الشعوب التي تعايشت وإياها عبر الزمن، بالمظهر الإيجابي والسلبي على حد سواء، وفق النظرة الخاصة بكل شعب
على حدة.