تشرّفت بالحضور مع الأحباب في اختتام مبادرة ( حديقة في كلّ مدرسة ) ، وكان مسك الختام مدرسة سيدي ثامر التاريخية والمعروفة باسم l'école challon والتي شيّدت ببوسعادة عام 1858م في ظل الإحتلال الفرنسي وقد دخلتها لأوّل مرّة في عمري ، وكانت المبادرة بحضور حمع راق من الدكاترة والأساتذة والشيوخ والمجاهدين والمثقفين والشباب وبتواجد مختلف السلطات المحلية وسلك الحماية والمدنية وتلاميذ المدرسة الذين أبدعوا برسوماتهم وأهازيجهم وكذا بحضور المعلّمين والمربّين.
بعد غرس الأشجار وبعض التكريمات ، تحلّق الجميع في الساحة وجدران المدرسة العتيقة التي تفوح بفيض وزخم كبير من الذكريات والتاريخ الطويل تحفّهم ، وتداول على الكلمة بعض الأساتذة والناشطين وكذا واحد من قدامى تلاميذ المدرسة الذي ظهر متاثّرا للأحوال المزرية لهذا المعلم التاريخي - الذي يستحقّ أن يكون متحفا حقيقيا - وسقطت دموعه حينما تذكّر الراحلين الذين قاسموه طاولات العلم والتعلّم في المدرسة.
وبعد أن انفرط عقد المجتمعين رحت أبحث عن الوجوه المحترمة التي عرفتها في العالم الإفتراضي والتي سعدت من كلّ قلبي بلقائي بها في العالم الحقيقي ، ولن أذكر الأسماء حتى لا أنسى أحدا ولكلّ هؤلاء جميعا أعبّر عن حبّي واحترامي واعتزازي بصداقتهم.
كما أنّ هندسة المدرسة وأقواسها وطاولاتها ودروجها وجرسها لم تبرح مخيّلتي ولم تتوقف عن منحي تلك السياحة القلبية والعقلية في ماض يعبق بالأصالة والعراقة والتميّز ...
|
|