يُحكى أنّ أطفالا إجتمعو عصر أحد الايام حول جدهم لينهلوا من حكمه الجميلة كعادتهم ويُشنفو أسماعهم بجميل وعظه وقد إستقبلهم الجد على عادته بإبتسامة طيبة .
فإستفتح قائلا : يا صغار لكم مني هذه المفاتيح حتى تستعينو بها في الحياة ثلاثة لابد أن تستقر في أذهانكم : لا نجاة من الموت، لا راحة في الدنياولا سلامة من الناس .
ولتكن حياتكم بصمة لايوثقها حبر القلم، بقدر ما يوثقها بحر من الدين والاخلاق والقيم !! ولتعلمو أنَّ كل الأشياء إن تركتموها تذبل، إلا طاعة الله إن تركتموها ذبلتم أنتم !!
ولو كان الإنسان يستغفر أكثر مما يشتكي، لوجد راحته قبل أن يشتكي وأنَّه ما خُلقَتْ الصعوبات إلا لتستخرج منكم القدرات فلا تيأسو .
ولا تكونو على أخطائكم محامون وعلى أخطاء الغير قُضَاةً ولاتكثرو من الفضفضة فلا تعلمون متى يخونكم المنصتون وأعلمو أن كل شيء إذا كَثُر رخص إلا الأدب فإنه إذا كثر غلا ولا تقولو ربنا عندنا هم كبير لكن قولو : يا هم عندنا رب كبير .
وعاملو الناس بما يُظهرون لكم والله يتولى ما بصدورهم ولتعلمو أن الابتلاء ليس إختبارا لقوتكم الذاتية بل إختبار لقوة إستعانتكم بالله .
وأرضو بما قسمه الله لكم تكونو أسعد الناس ولا تغفلو عن عن ذكر الله دائما وأبدا وخاطبو أنفسكم في كل مرحلة من العمر في هذه الحياة الفانية : يا ابنَ العشرين كم ماتَ من أقرانِكَ وتخلَّفت ؟! يا ابنَ الثّلاثين أدركْتَ الشّباب فما تأسَّفت ! يا ابنَ الأربعين ذهبَ الصّبا وأنتَ على اللهوِ قد عكَفْت ! يا ابنَ الخمسين أنتَ زرْعٌ قدْ دَنا حصادُهُ لقدْ تنصَّفْتَ المئة وما أنصَفْت ! يا ابنَ السِّتين هيّا إلى الحسابِ، فأنتَ على مُعْتَرَكِ المنايا قد أشرفت ! يا ابنَ السَّبعين ماذا قدَّمْتَ وماذا أخـَّرت ؟! يا ابنَ الثـّمانين لا عُذرَ لكَ قدْ أُعْذِرْت !
وأعلمو يا أبنائي أنَّ المُوَفّق هو الذي إذا توقّفتْ أنفاسه لم تتوقف حسناته مسافرٌون أنتم والآثارُ باقيةٌ فاتركو وراءكم ما تحيون به أثركم .
|
|