... عندما تتحدّث القدوة ...قال لي واحد من الفضلاء – غفر الله له ولنا - : " يا حسراه على الشيخ
العربي بتقة ، ترك كذا وكذا من الواجبات والأعمال وأصبح كلّ همّه تنظيف شارع أو مقبرة أو غرس شجرة !! " ، فأجبته قائلا : " أرى – والله أعلم – أنّه ينبغي لأمثالك وأمثال الشيخ العربي من الفضلاء أن يتنازلوا عن ( بعض ترفهم الفكريّ ) ، وأن ينزلوا عن منابرهم بعد الفراغ من مواعظهم ودروسهم ويخالطوا النّاس صابرين على أذاهم ، مُنَزّلين تلك المواعظ والدروس على ساحة الواقع المعيش لإعمالها في حياة النشء خصوصا والنّاس عموما ، بادئين بأنفسهم كما كان يفعل خير النّاس – صلّى الله عليه وسلّم – الذي كان يفعل قبل أن يقول أحيانا ، وإذا قال كان أوّل الفاعلين وبذلك تتحقّق القدوة العمليّة التي تعتبر تجسيدا وتطبيقا عمليّا للمبادئ والأفكار ، أليس كذلك ؟! " ... فسكت الرّجل ولم ينبس ببنت شفة ، ثمّ أضفت ما معناه : أنّ شيخنا العربي المربّي الجليل والأستاذ الفاضل وكثير من الفضلاء الذين معه إنّما يضربون لنا بمبادراتهم الرائعة أروع الأمثلة في الصّبر والتضحية والجدّ والعمل بلا كلل ولا ملل لإصلاح ما يمكن إصلاحه ، ولنشر الفضيلة ومحاسن الأخلاق والدّفاع عن المصلحة العامّة بطرق حضاريّة وراقية ، نالوا بها الحمد والثناء والإعجاب في الدّنيا ، وتركوا في أنفس الكثير من النّاس بالغ الأثر ، وعسى يجدون الجزاء الأوفى عند المولى – عزّ وجلّ – غدا .
ثمّ قلت لصاحبي : " والله لولا شواغل والتزاماتٌ حبستني للزمتُ رجل الشيخ العربي ومجموعته واتّبعتهم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع ... ".
فأسأل الله – تعالى – أن يحفظ شيخنا العربي والمجموعة وان يجزيهم عنّا وعن بلدتنا ووطننا خير الجزاء.[size=21.3333]
[/size]
[size=21.3333]
[/size]
[size=21.3333]
[/size]
[size=21.3333]
[/size]
|
|