يقاس تركيز الاوزون فى الجو بوحدة جزء واحد فى المليون من حيث الحجم والمفروض ألا تتعدى نسبة تركيزه 50 جزءا فى البليون جزء وألا تحول الى تاثير ضار فاذا ما تجاوز 100جزء فى البليون اصبح خطرا على الحياة ويقاس هذا التركيز فى الجو جهاز يحلل طيف ضوء الشمس وقوة ظهور خطوط الطيف التى يشكلها غاز الاوزون وبذلك يظهر كمية الاوزون الموجودة فى منطقة القياس .
وبعد ان كثرت اعداد الطائرات الاسرع من الصوت عسكرية ومدينة واخدذت تنهب السموات على ارتفاعات عالية تفوق غلاف " التروبوبوز " وتبارت فى ذلك عدة دول اولها روسيا " الاتحاد السوفيتى سابقا " بطائرات " تى يو ـ 144 " وفرنسا وبريطانيا بطائراتها المشتركة الصنع المساء " الكونكورد " وبرز الى جانب ذلك تعمد اغلب بطائرات المدينة فى رحلاتها عبر كل القارات الى الطير على ارفاعات عالية فى طبقة الاسترواتوسفير حيث ساعدها على ذلك ما ادخل على تصميماتها منتعديلات مكنتها من اعتلاء كل طبقات السحاب التى تنتهى فوق طبقة " التروبوسفير " فحسنت الرؤية امامها وتوخيا للوفر فى الوقود وهذا هو السبب الاهم ومن ثم اصبحت طبقة " الاستراتوسفير " التى يتوزع فيها " الاوزون " تتلقى كل يوم بل كل ساعة فيضان من عادم هذه الطائرات .
ولا شك انه الى جانب ارتفاع درجة حرارة غازات هذه العوادم فانها تحتوى عناصر وسيطة تفكك غاز الاوزون ، ولو امعنا النظر نجد ان سلوك الاوزون فى طبقة التروبوسفير يختلف عنه فى طبقة الاستراتوسفير فالتلوث الصادر فى النشاط البشرا على الارض يجعل الاوزون يتزايد فى طبقة التروبوسفير الملاصقة لسطح الارض اما فى طبقة الاستراتوسفير فانه يتناقص نتيجة التفاعل الكيماوى بفعل الاشعة فوق البنفسجية الذى اشرنا اليه من قبل . ولقد تمخضت جهود بعثه من العلماء عن التأكد من ان الفجوة ( فجوة الاوزون ) المتمر كزة فوق القطب الجنوبى تتكون فى فترة الربيع القطبى وامكنهم قياس اتساعهاتها بالطائرات فى اكتوبر 1987 وقدرت مساحتها بما يعادل مساحة الولايات المتحدة الامريكية ويبلغ عمقها قدر ارتفاع جبل " ايفرست " .
وان الفجوة يتخلخل فيها الاوزون وينقص بنسبة 40 – 50% وكان من حسن الحظ أن منطقة القطب الجنوبى غير مأهوله بالسكان . ولكن بعد القياسات المتكررة حتى عام 1987 ظهر ان التخلخل من الاوزون أكثر بكثير مما كان متصورا من قبل وان اطراف املنطقة المتخلخلة وصلت الى مناطق مأهولة حيث امتدت الى جنوب الأرجنتين واستراليا وإلى نيوزيلندا . وهكذا اصبح الخطر مباشرا وداهما الى الحد الذى جعل العلماء العاملين فى هذه البعثة يعمدون الى استخدام ملابس خاصة لتقيهم مضار هذه الاشعة فوق البنفسجية . وفى عام 1988 رصد العلماء وجود فجوة اخرى للازون فوق القطب الشمالى تتمركز فى سماء النرويج وتقدر بنسبة تضاءل الأوزون فيه بمقدار 20% ووجود زيادة كبيرة فى نسبة مركبات الكلور تعادل 50ضعفا عن القدر المتوقع .
|
|