روائح غابات الصنوبر تتصدى للتغيرات المناخية
يعتبر الرذاذ دقائق متناهية الصغر من المواد المائعة أو الصلبة التي تبقى عالقة في الهواء.
يعلم العلماء منذ وقت طويل بأن منظومات كبرى من هذه الدقائق تستطيع التأثير على النظام الحراري لكوكبنا حيث تتصاعد إلى أعلى الطبقات من الغلاف الهوائي مشكلة “سحبا” تعكس أشعة الشمس، مع أن المختصين لم يعرفوا بعد مدى مفعول هذه الظاهرة وطبيعتها.
تعتبر غابات الأشجار الشوكية(الصنوبر) في أمريكا الشمالية وشمال أوروبا وروسيا أكبر المصادر لهذا الرذاذ.
قرر فريق دولي يضم العلماء من الولايات المتحدة وألمانيا فنلندا فك هذا اللغز.
علم الباحثون سابقا بأن رائحة الصنوبر عبارة عن تركيبات كيميائية عضوية متطايرة تتفاعل مع أوكسجين الهواء مما يؤدي إلى تشكل دقائق متناهية الصغر بحجم يزيد عن نانومتر واحد بقليل (نانو = 1 على مليار). تتكبر هذه الدقائق بعد مرور 24 ساعة من تشكلها 100ضعف تقريبا مما يؤدي إلى تكثف البخار وتشكل السحب.
اعتمد فريق العلماء المذكور أثناء إجراء بحوثهم في غابات فنلندا على التقنيات الحديثة ثم مثلوا نتائج البحث في ظروف المختبر.
مكنتهم طريقة جديدة لقياس الطيف بواسطة السبكترومتر الكتلي الكيميائي من تمييز جزيئات منفردة من تريليونات من الجزيئات ومن ثم ترصد تطورها.
لقد اتضح أن جزيئات أريج الصنوبر تتصل بالأوزون في الهواء حيث تبدأ بعض الشقوق الطليقة بجذب الأوكسجين بسرعة فائقة، ويحطم الأوكسجين بدوره صلات الهيدروجين بالكربون مما يخلي أماكن لتوصيل ذرات جديدة للأوكسجين.
يمكن ذلك شقا واحدا طليقا من الترابط حتى بـ12 ذرة من الأكسيجين.
من السهل لهذه الجزيئات الكبيرة الجديدة أن تتكثف على أي دقائق صغيرة والتجمع إلى بنى كبرى قادرة على التأثير على المناخ.
وكلما ازدادت درجات الحرارة تجري هذه العمليات أسرع. في نهاية الأمر تتصاعد السحب العاكسة لأشعة الشمس مما يؤدي إلى تدني درجة حرارة الأرض.
يأمل العلماء بأن مواصلة هذا البحث سيساعد في تفهم دور غابات الأشجار الشوكية الصنوبرية في تنظيم المناخ.