يحكى أن أبى حنيفة كان يوصي عماله في المحل بأن يكشفوا للناس عن عيوب بضاعته إذا وجدت وذات يوم جاء يهودي فاشترى ثوباً معيباً، ولم يكن صاحب المحل موجوداً، فقال العامل : هذا يهودي ﻻ يهمنا أن نطلعه على العيب .
ثم حضر أبو حنيفة فسأله عن الثوب فقال : بعته لليهودي بثﻼثة آﻻف درهم، ولم أطلعه على عيبه، فقال : أين هو؟ فقال : لقد رجع مع القافلة .
فأخذ أبو حنيفة المال معه ثم تبع القافلة حتى أدركها بعد ثﻼثة أيام، فقال لليهودي : يا هذا، لقد اشتريت ثوب كذا وكذا، وبه عيب، فخذ دراهمك وهات الثوب، فقال اليهودي : ما حملك على هذا ؟
قال أبو حنيفة : اﻹسﻼم، إذ يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من غش فليس منا ) فقال اليهودي : والدراهم التي دفعتها لكم مزيفة، فخذ بها ثﻼثة آﻻف صحيحة، وأزيدك أكثر من هذا : أشهد أﻻ إله إﻻ الله وأن محمداً رسول الله .