كان هناك امرأة تقول بأنها تحمل سراً في داخلها منذ سنوات عديدة وهو أن ليلة وفاة زوجها وبينما كانت الجثة مستلقية بجانبها شعرت بجوع شديد ورغبة في أن تذهب للمطبخ وتلتهم الطعام .
ولكن ما الذي سيقوله الناس ؟ الكل كان موجوداً من أهل وأقارب وأصدقاء، ولكنها أيضاً تشعر بجوع عميق في داخلها لم تشعر به في حياتها من قبل .
ولذا فقد اضطرت إلى أن تتسلل لمطبخها مثل اللصوص وتأكل في الظلام ! ومنذ ذلك الحين وهي تشعر بالذنب وتقول : إنه زوجي الذي مات آنذاك فهل كان الوقت وقت الجوع والأكل ؟
جثته ممددة هناك وأنا في المطبخ آكل مثل اللصوص، فما الذي حدث ؟ الأمر بسيط الإنسان الذي كانت تحبه قد مات ولذا شعرت بالفراغ فوراً بعد رحيله وكأن فجوة قد انحفرت في داخلها ولا بد لها أن تملأها بأي شيء .
وبالمقابل كثيرا ما ترى أناسا ﻻ يملكون لحظة فراغ واحدة في يومياتهم و مع ذلك عندما تسألهم عن مشكلتهم اﻻساسية
تراهم يشكون من الفراغ بداخلهم !!!
الشَّباب اليوم يُعاني في الوقت الرَّاهن مِن أزمات عديدةٍ كافتقاد الأمل وعدم الثِّقة بالنَّفس والاحباط والكبت لوجود فراغ في داخله، أكثر مشكلاتنا اليوم سببها الفراغ الداخلي !!